الخميس، 19 يوليو 2012

الفصل السابع: حتى بعد إن ينتهي العالم.. سأظل أحبك


حتى بعد إن ينتهي العالم.. سأظل أحبك

(الفصل السابع)

 

وقفت روز صباح اليوم التالي بملل أمام المدير الغاضب: لقد أصبح الأمر عاده عندك.. تتغيبين وقت ما أردتي ذلك؟!

ـ أسفه..

ـ إنها أخر مره.. ها أنا أقولها لك أخر مره.. بالمرة القادمة لا تريني وجهك فقط أجمعي أغراضك وغادري.

 

لم تعرف روز هل الوقت توقف أم إن هذا اليوم كان أثقل ما مر عليها بحياتها.

انتهى الدوام دون حتى أن تفكر بالذهاب لتناول الغداء..



وبينما هي تنتظر بموقف الحافلات كان يقف بجانبها كيونا دون إن تشعر به.. توقفت الحافلة إمامها فصعدت وهي مازالت بعالمها الخاص لا يدور في رأسها سواء دوامه من الأحزان.. التي أخذت تسخر من تلك اللحظات السعيدة التي جمعتها بكيونا.. توقفت أخيرا الحافلة بمحطتها نزلت روز و خلفها يسير كيونا بهدوء دون إن تنتبه له..

كانت الإشارة تشير باللون الأحمر لكنها لم تتوقف بل تابعت سيرها.. عندما أتى صوت بوق السيارة يوقظها.. سحبها كيونا إلى الخلف ليحتضنها بين يديه.. رفعت وجها لترى وجهه المتعب..

علقت: كم أنت قاسي لتنقذني!

شقت دمعه سريعة على وجنتها وهي تدفع جسده البارد عنها..

امسك يدها قبل أن تبتعد.. روز بألم: بحماقة أحببتك.. بسببك (توقفت لتمسح دموعها وأردفت) بسببك لا يمكنني حتى إن احلم بحب أخر..


حاول أن يتكلم لكنها قاطعته: إلا تعلم كم تأذيت بسببك.. إلا تعلم كم هو مؤلم إن أراقبك من بعيد.. أرجوك.. أرجوك فقط دعني أذهب.. فلم أعد أريد البكاء من أجلك..

بينما ترفض يده تركها كانت كلماتها تخترق قلبه وتبقى هناك كندبه .. لسبب ما شفتاه تجمدت ولم يتحدث راقبها وهي تبتعد.. وما إن اختفت من أمامه وبقي خاتم الخطبة براحة يده بعد إن تركته حتى تحركت شفتيه دون وعيا منه وهو يبتسم من بين دموعه: انتهى الأمر إذا؟... أنا الغبي الذي لا يستطيع العيش بدونك ؟ ماذا يجب إن أفعل؟؟ ماذا تريدينني أن افعل؟..

ظهر أحد الأيام وهي تتناول الغداء بمنزل عائلة هيتشول..

السيد كيم: أين هي ابنتي المرحة؟!

نظرت إليه روز وابتسمت بينما استمرت تعبث بالصحن أمامها!

السيدة كيم: ألم يعجبك الطعام؟

روز: لا أنه جيد!

همس لها هيتشول: هل أنت بخير؟!

أومأت له بنعم..

السيد كيم: ما إن تنتهي من الطعام الحقيني بغرفة الجلوس أريد محادثتك..

 

جلست أمامه روز وتناولت كوب العصير أمامها وبينما هي ترتشف منه تكلم بدوره: هل أنا أناني لهذا الحد حتى اجعل ورده مثلك تذبل؟

روز وهي تضع الكوب دون إن تفهمه!!..

ـ أعلم بأنك لست مخطوبه فعلا من ابني!..

لم تتحدث روز بل أرخت رأسها بخجل..


أردف العجوز: أظن إنه أنا من عليه إن يخجل.. لقد أجبرتك على مالا تريدين.. منذ رايتك ذلك اليوم تبكين بسيارتي علمت بأنك الفتاة المناسبة لهيتشول.. أرتد إن أقابل صديقي بقلب مرتاح.. أردت إن أرى ابنه سعيد..

روز: ابنه؟! هيتشول ليس ابنك؟

ـ لقد مات والدها بحادث وهو صغير.. مهما فعلت لا يمكن إن أسعده مثل والديه.. رغم انه لا يتحدث بالأمر إلا إني أخفقت بأن أعوضه عنهم.

انتبهت روز لزوجته وهي تمسح دموعها بالمطبخ وتمنع الدموع من النزول..

روز: أنه يحبكم فعلا!


نظر إليها السيد كيم بوجهه الحزين.. أردفت: هيتشول فتى مغرور وأناني ولا يحب إن تقترب منه أي فتاة.. ولكنه تجاوز كل هذه الأمور وتحملني فقط ليسعدك.. لماذا يفعل ذلك إن لم يكن يحبك كوالده!!

أظنه محظوظ بوالدين مثلكما.. إنكما الأفضل..

ورفعت إبهامها له وكررت أنت الأفضل..


ضحك السيد كيم وهو يمسح عينيه قال: لقد قلت إن لدي نظره جيده للناس.. كم أنتِ فتاة رائعة روز.. لذلك لنتوقف.. لا أريد إن أراك حزينة بسبب أنانيتي.. ليس عليك الادعاء من اجل عجوز.


وعند هذه الكلمة نهض من أمامها ودخل غرفه بأقصى الممر وما إن اقفل الباب حتى ابتسم وقال: إنها حقا فتاة رائعة.

 


بينما هيتشول يقف أمام الحافلة مع روز..

هيتشول: مغرور.. أناني.. ماذا أيضا!!

بابتسامه: لقد سمعت إذا؟

ـ لا أحب إن تقترب مني الفتيات.. لكن لا بأس إذا كنتي أنتي!

نظرت إليه روز ولم تفهم قصده..

هتف هيتشول: لقد أتت الحافلة!

روز: سآتي بالغد لاتغداء معكم؟!

نظر إليها هيتشول فأردفت: أحب تناول الطعام معكم!

أبتسم مجددا تلك الابتسامة العذبة التي تنسي روز العالم كله وقال: شكرا!


ابتسمت له بدوره ودون إن تدرك كان يطبع قبله على شفتيها..

بقيت هناك روز لا تعلم على أي أرض تقف... تراجع للخلف وأشار لها لتصعد للحافلة..

روز: هاه!!

انتبهت وأسرعت لتصعد للحافلة.. شعرت بان الدم يصعد لرأسها ويستقر هناك..

كان هيتشول يلوح لها من الخارج لكنها لم تلتفت له.. تحدث شيء برأسها( لماذا قبلني..؟؟ أنه يجيد ذلك.. منحرفة بماذا تخرفين.)

كانت أفكار كثيرة تتسارع برأسها عندما توقفت الحافلة فجأة.. لتتوقف أفكارها معها..

تكلم الجميع بغضب مع السائق عن سبب توقفه ..

أجاب: هناك أحمق يعترض الطريق بسيارته..

طرق باب الحافلة ففتحه السائق وقبل إن يصرخ بالرجل المندفع للداخل..

تكلم هو: روز.. أين أنتي؟!

روز بدهشة: كيونا!

رآها أخيرا فجذبها من يدها..

سحبت يدها وهي تقول: ماذا تريد؟!

ـ أتريدين إن نتحدث هنا ؟!

السائق بغضب: أنت ابعد سياراتك قبل إن ابلغ عنك؟

تكلم: لن أحركها حتى تأتي معي! وكان ينظر إلى روز..

السائق: عذرا انزلي مع زوجك وحلو خلافاتكم بالخارج..

صرخة : أنه ليس زوجي!

السائق: لا اهتم انزلي!! فلدي عمل أؤديه وانتم تعيقوني.

نزلت روز بغضب فامسكها كيونا واقتادها لسيارته..

سحبت روز يدها وفتحت باب السيارة وصعدت ولم تتحدث..

كسر كيونا الصمت: هل أصبحت على علاقة مع ذلك الهيتشول الآن؟

فهمت روز انه رأى ما حدث بينهم فعلقت: ما شأنك أنت؟!

تكلم كيونا بغضب: أنا ابحث عنك بكل مكان دون إن التقط أنفاسي..  وأنتي تعبثين معه.

روز: سواء اعبث معه أو مع غيره هذا ليس من شأنك.. لقد انتهى ما بيننا!!

ألم أقل لك من قبل إن لا تبحث عني؟


صرخ كيونا بصوت مرتعش: أنا... ولم يكمل شعر إن صوته المرتعش سيفضح أمره.. أراد إن يحتفظ بالقليل من كبريائه.. صمت وقلبه ينزف من الألم..

توقف أخيرا أمام منزله.. تكلم: أنزلي!

ولم ينتظر إن تتكلم نزل بدوره وذهب لكي يدخل المنزل..

روز: لماذا أحظرتني إلى هنا؟! لا أريد إن ادخل..

ادخل كيونا كلمة السر وعاد وامسك بيدها وجذبها بقوه للداخل..

اقفل الباب وتكلم: أسف روز لكن سأدعك ترحلين ما إن تستمعي لي! عندما تفهمين ما حدث فعلا..

ـ لماذا دائما تكون بمواقف مثل هذه؟ لماذا عليا دائما إن اسمع أسف وأسامحك؟!

ـ روز حقا لم يحدث ما تظنيه تلك الليلـ ...

صرخة: فقط اخرس.. لقد مللت لعبة القط والفأر هذه لم اعد احتمل.. فقط اتركني وشأني!

تكلم وقد برزت عروقه من الغضب: ماذا هل أبدلتيني به الآن؟! لا تظني بأني سأسلمك له .. لن أفعل.. تركك تذهبين هكذا أقسى على من الموت..

كان واضح من ملامح كيونا انه لم ينم جيدا وباديا عليه التعب.. شيء ما رق داخل روز وهي تراقب ملامحه المنكسرة..

تكلمت بصوت مهزوز: بنسبة لي لا يوجد غيرك!


لم تحتمل روز وبدأت بالبكاء.. أردفت: ربما الانفصال صعب لكن بالنسبة لي كان الحب أصعب.. لننفصل حتى لا يؤذي أحدنا الأخر مستقبلا..

صرخ كيونا: ننفصل!!!.. ارفض ذلك..

روز: أرجوك لقد مللت من البكاء..


أمسكها كيونا من ذراعها ورق صوته وهو يتحدث: لا أستطيع أخرجك من رأسي.. حتى عندما أغلق عيني لا أرى غيرك.. حتى عندما أغلق إذني لا اسمع إلا صوتك.. أرجوك لا ترحلي من حياتي!


روز بصوت اختفى معظمه بسبب بكائها: إذا دعني أسالك من تختار..  أنا.. أو هي؟؟

تكلمت تيفاني : سؤال جيد.. لا يمكن إن تحصل على الاثنتين عليك أن تترك أحدنا!

كانت طوال الوقت تستمع لهم من خلف باب غرفة نوم كيونا أردفت: المشكلة إني أعرف ردك مسبقا فقط تشاركنها تلك الليلة بالفندق..

لم تحتمل روز شعرت بالخيانة مجددا دفعته وخرجت تبكي.. حاول كيونا ألحاق بها لكن تيفاني اعترضت طريقه..

كيونا: كيف دخلتي إلى هنا؟!.. فقط ابتعدي.

ابتسمت تيفاني: لا يمكن لك إن تختار غيري.. أنت ملكي!

ـ بما أني أتكلم معك بعقلانيه.. ابتعدي.

ـ أتظن بأني سأخاف واترك شيء ملكي..

ـ لم أكن ملكك بالماضي لذلك فقدتني.. وبالتأكيد لن أكون بالمستقبل..

دفعها وهم بالمغادرة لكنها احتضنته من الخلف: لا يمكن إن تختار غيري.. لن أسمح لك إن تذهب لها.

ـ لقد سبق وان اخترت.. ابتعدي فأنتِ تقرفيني.

عندما خرج كيونا كانت روز قد اختفت.. حاول الاتصال بها لكن هاتفها كان مغلق..

خرجت تيفاني من المنزل محاوله إن تبقى قويه تكلمت: ستندم.

كيونا بنفاذ صبر: أفعلي ما تشائين.. لا أهتم.

هم بركوب سيارته فقالت: أتعلم لماذا تركتك ؟!! بسببها.. إن كان أحد الملام فهي لأنها ملتصقه بك دائما.. لا أفهم.. فعلا لا أفهم ما هو الشيء المميز بها حتى تحتفظ بها جانبك؟!

أبتسم كيونا وقال: ولن تفهمي!! صعد سيارته وغادر ليبحث عنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق