الفصل الأول: حتى بعد إن ينتهي العالم.. سأظل أحبك
حتى بعد
إن ينتهي العالم.. سأظل أحبك
بقلم: أميرة الشريف
مقدمة:
كيف نصنف ما نحب وما لا نحب..
أليست الفصول تتغير والأيام تمضي والحياة تركض دون توقف؟؟
الم نكن نحب الرسوم المتحركة
وأصبحنا لا نلقي لها بالا وننجذب لما كنا نتجاهله ونحن صغار؟
الم تكن القبل بالنسبة لنا شيء
مقرف؟؟ والآن العكس؟؟
إذا كيف نصنف ما نحب؟؟ كيف نعرف
من نحن فعلا إن كان ما نحب يتغير مثل أوراق الشجر..
ففي كل مره نكبر فيه بالعمر..
تتغير أشكالنا شخصياتنا أهوائنا؟؟
إذا من أنا ومن انتم؟؟
الشخصيات
الرئيسية:
...
...
...
...
...
...
:
:
(الفصل الأول)
ـ لا أحبك إلا تفهم؟
ـ لكن الم نكن متفقين على إن نحب بعضنا إلى
الأبد؟
ـ هههههه إلى الأبد؟ أتمزح معي؟؟ أم أنت خالد؟ أم تراك ستلحق بي إلى
الجحيم؟ كم أنت ممل؟
ألقت بخاتم الخطبة الذي تقدم به
لها وسارت بخطوات واثقة بظهر مستقيم وشعر اسود ساحر يتمايل كما لو كان ليلا يشق
طريقه وسط هذا الظهر البارد..
هكذا اخذ يفكر كيوهيون مع نفسه
ودموعه تتساقط بشكل يتعارض مع أفكاره..
أظن هذا إثبات أخر بان مصدر
الدموع القلب.. فقلبه ما تحطم رغم إن عقله ما زال مفتون بجمال تيفاني.
لن أقول مثل جميع القصص الأخر بعد سنين أو حتى
شهور.. فأخشى أن تتغير قلوبهم بعد كل هذه السنين لذلك.. بعد أسبوع..
كان كيوهيون يشرب الخمر بأحد
البارات كعادته بعد انفصاله عن تيفاني..
تقدمت منه صديقة الطفولة روز
وهي تسحبه من يده: أرجوك توقف عن ذلك لن يغير شربك
من الحقيقة شيء..
كيونا وهو يسحب يده منها ويلقي
بكوب أخر من الخمر بجوفه: لذلك تبا للحياة..
ـ إذا هل ستموت؟؟ هل ستموت من اجل حقيرة تركتك؟
ـ ماذا
افعل إذن هاه؟ آه لقد عكرتي مزاجي ابتعدي..
وضع بضعت نقود على المنضدة واخذ
الزجاجة وهم بالخروج من البار وهو بطريقه رآها هناك.. تيفاني .. بشعرها الأسود
المتلألئ وابتسامتها التي لطالما اشتاق لها...
لكن ابتسامتها ليست له بل لشخص
أخر.. كانت تبتسم لشاب غيره..
لم يتمكن من رؤاية وجهه من
المكان الذي يقف فيه.. فأقترب منهم وأفكار سوداء تصرخ بعقله.. يريد إن يحرق كل ما
يراه إمامه ..
انتبهت تيفاني له وهو يقترب..
نهضت مسرعه إليه وجذبته إلى طرف بعيد من البار..
بينما روز تنظر إليهم بغضب..
تيفاني: ماذا تفعل هنا؟ هل تتبعني؟
كيونا: نعم.. من هذا؟
تيفاني: يا الهي كيف تفهم بأني لا احبك..
لا أ ح ب ك.. هل أقولها لك بلغه أخرى حتى تفهم؟
امسكها بيدها بشده وسألها
مجددا: من هذا الشاب؟
ردت وهي خائفة: سأتزوجه قريبا.. أنه خطيبي.
تغيرت نظرته الغاضبة لتصبح أكثر
برودا .. قالها كما لو كان يودع الحياة: فهمت..
مبارك لك..
تركها وغادر وتبعته روز..
بينما هو يغادر بوابة البار
لحقت به تيفاني وهي تصرخ: هل هذا كل شيء؟
التفت كيونا: ماذا؟
ردت وهي تلهث: هل هذا كل شيء؟ مبارك؟
رد عليها بابتسامة : مبارك لك مره ثانيه؟ هل يكفي هذا؟
تيفاني: ظننتك تحبني!! توقعت..
قاطعها كيونا: ظننتي ماذا؟ إلا يكفيك كم أبدوا (صرخ) مثيرا للشفقة؟ هل عليا إن أؤدي الدور كذلك؟
ألقى بالزجاجة بجانب قدميها مما
جعل الفتاتان تفزعان وسار مبتعدا..
على ضفاف النهر وقف الاثنان روز
وكيونا..
روز: أنت لا تفكر بالانتحار أليس كذلك؟
كيونا: لم أكن أفكر بذلك.. لكن بفضلك أنا أفكر به..
روز: آوه أسفه.. لكن هل لك إن تدعي بأنك لم تسمعني ولا تفكر به.. فقط
اعد الشريط إلى الخلف.
نظر إليها وضحك بشكل هستيري
جعله يبدوا كمجنون..
روز: انك تخيفني..
عندها توقف كيونا ومسح دموعه
التي خرجت من شدة ضحكه.. نظر إليها بجديه لفترة..
روز وهي تتراجع للخلف: أنت تخيفني الآن أكثر.. إلى أي حد
شربت؟
كيونا: منذ متى ونحن أصدقاء؟
روز: منذ إن أجبرتني على حمل حقيبتك.. حقا لا اعلم لماذا أنا صديقة فتى
جعلني خادمة له..
كيونا بابتسامه: لماذا لا نتزوج؟
روز: هاه؟
كيونا: السنا أصدقاء؟
ـ بلا ولكن ليس لهذا الحد..
كيونا: نحن تقريبا نقابل بعض 7 ساعات يوميا كما لو كنا
متزوجين.. إذا لماذا لا نجعلها 24 ساعة
ـ عندها سأقتلك من الملل..
ـ هههههههههههه
روز ..
قاطعته: كيونا أنت الآن لست بعقلك.. الخمرا
تتحدث عندما تستيقظ بالغد ستشكرني لاني منعتك من الزواج بي..
ـ إذا
اشربي ودعينا نفقد عقلينا معا..
ـ لماذا لا ننتظر إلى الغد؟ عندها أنا....
وضع يده على فمها وقال: لاني خائف من الغد.. خائف من أفقدك أنتِ كذلك.. أنا
احبك كصديقه رائعة والأيام ستعلمني إن احبك كزوجه..
روز وهي تبعد يده: و أنا خائفة إن تستيقظ بالصباح
ولا ترى بجانبك فتاتك صاحبة الشعر الأسود الرشيقة.. من الأفضل إن أعود للمنزل لقد تأخر
الوقت.. إلى اللقاء.
صباح اليوم التالي..
الباب يطرق بشدة مما جعل روز
تقع مرتين وهي تركض لتفتح الباب.. بشعر أشعث وعينين شبه مغمضتين وبجامه غير
متطابقة فتحت الباب وهي تصرخ: أيها الأحمق لا تعرف كيف تطرق...
عندها أغلقت الباب دون إن تكمل
كلامها وذهبت إلى السرير واستلقت لثواني..
أخذت تخاطب نفسها: تبا لك كيونا لقد جعلتني افقد
عقلي.. مهلا!
نهضت مجددا فتحت الباب وأغلقته..
من ثم فتحته وأغلقته.. بالأخير وضع كيونا قدمه على الباب ليوقفها وصرخ: هل فقدتي عقلك..
روز: نعم.. أم تراني ما زلت احلم؟؟
قرصت نفسها ولكنها لم تكن تحلم
ما رأته عندما استيقظت أول مره كان حقيقة..
كيونا يركع على ركبته وبيده
خاتم وباقة من الجوري الأحمر ويرتدي بدله بمنتهى الروعة..
امسك كيونا بيدها وألبسها
الخاتم وقال: هل تتزوجيني روز؟
روز: هل أنت مخمور؟
اقتربت منه تشتمه ولكن كل ما تناهى
لها رائحة عطرة الساحرة..
أكملت: كيونا.. لا ارغب بان العب لعبتك هذه إن أردت الانتقام من تيفاني
افعل ذلك مع احد غيري..
وعندما أردت إن تخرج الخاتم..
على حين غفله أحتضنها كيونا.. حاولت إن تفلت منه ولكن دون جدوه عندها ركلت قدمه
وصرخة: هل فقدت عقلك ؟ غادر..
ودفعته خارجا وأغلقت الباب..
كيونا : روز ماذا علي إن افعل لتصدقي بأني لا العب معك؟
واني صادق؟
فتحت عندها روز الباب وألقت
بالزهور والخاتم عليه.. وقبل إن يتكلم كانت قد أغلقت الباب واتجهت إلى غرفتها..
أخذت تنظر إلى المرآة مطولا
وتكلمت أخيرا: لا اصدق بأنه استمر بهذه المهزلة
حتى و أنا بهذا الشكل.. لقد فقد عقله بالتأكيد..
الساعة 8 اضطرت روز إن تغادر
المنزل من الباب الخلفي لان كيونا كان ما
يزال ينتظرها عند الباب الأمامي..
بالمكتب وقت استراحة الغداء..
ـ روز روز.. صرخة أحد زميلاتها بالعمل..
روز وهي تلتهم طبقها الثاني من
رايمن سريع التحضير: ماذا الآن؟
ـ هناك شاب وسيم يبحث عنك
يقول بأنه خطيبك..
وما إن قالت جملتها حتى ضحك كل
من كان بالمكتب..
تكلمت روز وهي تضع طبقها بعصبيه
على المكتب: هل يرتدي بدله سوداء وربطت عنق
حمرا؟
ـ نعم.
غادرة المكتب مسرعه.. عندها
تذكرت أنها نسيت بطاقة التعريف على المكتب.. عادت لتأخذها وقبل إن تفتح الباب سمعت
الحوار التالي..
ـ أنه وسيم فعلا كما لو
كان أمير.. لا أظنه أخوها؟
ـ لابد بأنه أخوها كيف
لشاب وسيم كما ذكرتي إن يبحث عن فتاة كالخنزير ههههههه
تحدث شاب بأقصى المكتب: رغم إني شاب ولكن كل ما أره بروز فم وطبق رايمن هههههههههه
ضحك على جملته الجميع.. عندها
فتحت روز الباب بقوه ودخلت..
اخذ الجميع يتلفت كما لو كانت أعينهم
تتحدث وتقول: (هل سمعت ما قلناه عنها..)
(أرجو إن لا تكون سمعت لقد كنت على وشك إن اطلب منها خدمه..)
(لا يهمني لو سمعت عليها إن تتصرف كالفتيات وان تخسر بعض الوزن لتتزوج..)
لكن روز تقدمت من مكتبها حملت
بطاقة التعريف وحقيبتها.. وغادرت إلى منزلها ولم تقابل كيونا..
في مساء احد الأيام بينما كيونا يبدل ملابسه تذكر روز وبعث لها
رسالة :
"توقفي
عن تجاهلي.. لن اطلب منك الزواج مجددا.. اعتذر على حماقتي وأنانيتي.."
قرأت روز الرسالة وكانت بذلك
الوقت أمام منزله.. كانت فعلا غاضبه..
وهي تفكر بكمية الورود التي
بعثها لمكتبها مع خاتم يطلب منها الزواج مجددا..
لقد جعلها تبدوا كالحمقاء وسط
سخرية الجميع..
قرعت الجرس وما هي إلا دقائق
وفتح لها الباب..
كيونا: روز ماذا تفعلين هنا بهذا الوقت المتأخر؟
روز: إذا تزوجتك هل ستتوقف عن إرسال الورد؟
ـ الم
تقرأ رسالتي؟.. لا تجيبي ادخلي الجو بارد بالخارج..
دخلت روز وأجابت: بل قرأتها؟ ماذا هل غيرت رأيك؟
جلس كيونا مقابل روز واضعا رأسه
على يده يفكر..
روز: اجب!
كيونا: أمم نعم لقد مللت من مطاردتك.. ما كان عليك إن
تجعليني انتظر كل هذا الوقت..
روز: إنها مجرد 4 أيام.. أتعلم أنسى الأمر سأغادر..
عندها وقف أمامها كيونا يمنعها
وقال : حسنا حسنا.. سأعطيك فرصه لكن عليك إن تكوني
خادمتي لمدة شهر و.. آآآآآه
كانت روز قد ركلته ساقه.. قالت
بصوت هادئ: لم أعد طالبة المتوسط الساذجة التي
كانت تحمل حقيبتك.. إلى اللقاء.
كيونا : روز كنت امزح.. لا تغضبِ متى نتزوج؟
ـ قبل ذلك أريد إن تجيبني على سؤالين بكل صدق.. وأنا اعني ذلك إن كان
لصداقتنا أي معنى..
ـ بالتأكيد
ماذا؟
ـ هل تتزوجني لتنتقم من تيفاني؟ وهل زواجنا مؤقت ؟
ـ لا اعلم
ـ ظننت بأن صداقتنا تعني شيء وبأنك ستكون صادقا معي..
ـ انتظري
انتظري.. بالحقيقة اشعر بأن حياتي بلا معنى اشعر باني أريد قتل كل من حولي.. سميه
انتقام منها من نفسي فانا حقا لا اعلم.. فقط أريد إن أنسى..
ـ وعندما تنسى سننفصل..
ـ بكل
صدق لا املك جوابا..
ـ أرجو إن لا تندم بعد إن نوقع عقد الزواج.. لاني سأتزوجك حتى انتقم
من ذلك الأحمق.
صعق كيونا وهو يرد: لم أتوقع بأن تستغليني يوما..
ـ فقط تحمل الأمر.. واراك بالغد بالمحكمة..
غادرت روز بينما بقي كيونا واقف
يبتسم كأحمق لا يصدق بأن الفتاة التي كان يستغلها بأنينه كانت تستغله بالمقابل..
***
وقفت روز تنتظر أمام باب
المحكمة لمدة ثلاث ساعات كأمله ولكن لم يظهر كيونا..
عندها فقدت الأمل وضحكت من
غبائها كانت تعلم بأنه لن يراها أكثر من صديقه..
منذ كانوا صغار رغم إعجابها به
إلا انه لم ينظر إليها مره كفتاة.. تراه كل مره يتنقل من صديقه إلى أخر وانتهى
بخطبة تيفاني وهي مازالت مجرد ظل يتبعه..
وبينما هي تعبر البوابة نظرة
إلى انعكاسها ورداها الأبيض الذي ابتاعته بالأمس..
نزعة عقد اللؤلؤ الذي سرقته من
شقيقتها ووضعته بالحقيبه ولكنه سقط دون إن تنتبه بينما تصارع الدموع حتى لا تنزل..
أوقفت سيارة تاكسي وما إن صعدت
عليها حتى شرعت بالبكاء..
كان عليها إن تتوقع ذلك.. فهو
نفس الفتى الذي ملكت الجرائه مره للاعتراف له وعاملها كخادمه.. وعندما اردت ان
تهرب منه بعيد قيدها بوعد لم تستطع ان تتخلص منه..
وفي كل مره تتذكر ابتسامته لها
بالفناء الخلفي للمدرسه وكيف احتظنها.. ووعده لها بأنها ستكون صديقته للابد.. تبكي
دون وعيا منها.. نعم مجرد صديقه.
تكلم سائق التاكسي: لماذا تبكي سيدة جميله مثلك؟
نظرة إلى السائق الذي على ما
يبدوا بسن والدها وردت: أنت أول رجل يقول لي جميله بعد
والدي.. لكنك أفسدت الآمر عندما قلت سيدة أنا آنسة..
ضحك السائق ورد: حسنا أسف.. آنستي الجميلة.. لكن
لماذا تبكي؟ يقولون من السهل إن تخرجي ما في قلبك لشخص غريب!!
ردت بتردد وهي تأخذ منه
المناديل التي ناولها له: شكرا.. كا.. كان من المفترض... من
المفترض أن أتزوج اليوم
ـ وتخلى عنك خطيبك..؟
ـ نعم انتظرت ذلك الحقير لـ3 ساعات
ـ لحسن الحظ انه لم يظهر.
عندها فتحت روز عينها على
وسعهما وصرخة: ماذا إلا إني لست رشيقة تقول ذلك..
هل عليا أن أكون جلد وعظم حتى أصبح جميله بنظركم انتم الرجال.. هل زواجي سوف يقيم
حرب عالميه.
توقف السائق بجانب الطريق وهو
يضحك : كم أنتي مزعجه, لكنك مناسبة
تمام..
ـ ماذا؟
نزل السائق من السيارة واتجها
لكرسي الراكب بالخلف وفتح لها الباب.. عندها نزلت روز بشكل آلي دون أن تعي تصرفات
هذا السائق العجوز..
نظرت حولها وكانت عند نهر فلم
تتحمل وأخذت تضحك بكل قوه ووضعت يدها على كتف العجوز وقالت: عمي عذرا لتخيب املك ولكنك بعمر
والدي.. صحيح إني رفضت اليوم لكني لست يأسه لهذا الحد..
ضحك السائق ورد: جيد لأنه تكفيني أمراءه واحده
بحياتي والآن اتبعيني..
روز بخوف: إلى ما تخطط هاه؟؟ لعلمك أنا أجيد التكواندو وبصحة جيده لست مثل أولئك الهياكل المدللة.. فانا أكل جيدا
السائق: وهل هذا شيء تفتخرين به.. اتبعيني
فقط فلست مجنون لأخطف فتاة قد تلتهمني..
ضحكت روز بفم مزموم من الغضب: خاطف وبحس فوكاهي..
تركها العجوز وسار أمامها فما
كان منها إلا إن تبعته.. توقف أخيرا أمام محل لبيع الرايمن كانت عندها روز قد
تقطعت أنفاسها من التعب..
قالت بصوت متقطع وهي تتنفس بصعوبة:
إذا أنت خاطف وقاتل.. آه قدمأي تؤلمني سأموت
من التعب.. أه.
السائق: الرايمن لا يكون شهيا إلا عندما تكون حزين
ومتعب..
روز: لا تتوقع إن ادفع شيء أيها العجوز الخاطف..
ضحك العجوز وهو يشير بيده
لتتبعه..
جلسا على طاوله قريبه عندما
دخلت مسرعه سيده باؤخر الأربعينات ورغم عمرها إلا أنها كانت جميله فعلا..
اخذت تخاطب السائق: أخيرا عدت عزيزي.. من هذه؟
السائق: هذه خطيبة أبنك.. اسمها ..!!
لحظه.. ما اسمك؟
روز: مجنون!!.. أنت مجنون!!
همت بالخروج عندما أوقفها
السائق قالا: لنأكل ونتكلم.. هاه!!
نظرت إليه مطولا وردت: رغم انك عجوز مجنون.. لكنك ستدفع غدائي
لهذا اليوم !! وسأكل الضعف
ـ حسنا حسنا.. عزيزتي صحنين رامين..
وكان يخاطب السيدة الجميلة التي
وقفت تنظر إليهم بغباء.
وضعت الصحن الثاني من الرايمن لروز
وبفم ممتلئ تكلمت: لديك أبن وتريد تزويجه لي؟
العجوز بوجه جاد: نعم.. وأنا متأكد بأن ابني سيحبك!!
السيدة الجميلة: عزيزتي فكري بالآمر.. أن ابني وسيم فعلا ومع فتاة جميله مثلك أنا متأكدة بأنه
سيكون سعيدا..
وضعت روز الملعقة بعصبيه على الطاولة
وقالت: انتم عائلة مجانين أليس كذلك؟ السيد
والسيدة مصحة عقليه.
ضحكة المرأة من تعليقها وأخذت
تخاطب زوجها: إنها فعلا فتاة ظريفة..
روز بنفاذ صبر: لا اعلم ما نوع الشراب الذي
تناولتموه ولكن عليكم إن تتوقفوا عن شربه قبل إن يتم القبض عليكم!
السائق بنفاذ صبر: متى ستبدئين بالتكلم باحترام
لوالديك بالقانون؟
صدمة روز من ردة فعله.. فما كان
منها إلا إن نهضت وما أن استدارة حتى اصطدمت بشخص ما جعلها تقع على الأرض..
انحنى لها بابتسامه ساحره لدرجة
أنها شعرت إنها ترى أجمل شاب بحياتها وسألها شيء لم يصل إلى عقلها..
أعاد السؤال وهو يلوح بيده
ليخرجها من عالمها.. ردت : ما ماذا؟
أعاد سؤاله: أنت بخير؟
ـ أوه نعم نعم..
نهضت وساعدها بدوره فما كان من المرآة
الجميلة إلا بأن علقت: انظر عزيز كم يبدوا ابننا وخطيبته لطيفين..
تكلم الشاب بصوت هامس: هل أحظرك هذا الرجل إلى هنا ؟
ـ نعم من المفترض إن يوصلني لمنزلي ولكنه جرني طول الطريق لهذا المطعم هل
تعرفه؟
ـ وأنتي بكامل عقلك آتيتي معه؟
ـ لقد قال اتبعيني .. وأيضا عرض على الغداء..
ـ وهل تقبلين أي دعوة تتلقيها من الغرباء هل أنتي حمقاء!
ـ ماذا حمقاء؟؟ أيها..
ضحك السائق وقال: انظري انه أول شجار لهم عزيزتي..
هيتشول لا يجب إن تخاطب آمراتك هكذا.
تكلم الشاب: أبي أرجوك أبقى خارج الموضوع..
روز: مجنون كوالدك..
ألقت جملتها وغادرت بغضب.. لحقها
الشاب: هي أنتي انتظري..
التفت بشكل مفاجأ وأفزعت الشاب وهي
تصرخ: ماذا؟
ـ أسمعي.. لا تعودي لهذا المكان مجددا..
ـ وهل فقدت عقلي لأعود لمصحة عقليه..
ـ أين ستذهبين هنا لا توجد سيارات أجرى انتظري سأوصلك لمحطة الحافلات..
ـ من الأفضل أن لا ينتهي بي الأمر بمطعم أخر وأكتشف بأنك شقيقي التوأم..
ضحك الشاب ونظر إليها مطولا كما
لو كان يتفحصها: ولا حتى بعد مليون عملية تجميل
وشفط..
القي جملته وسار مبتعدا بينما
هي أخذت تخاطب نفسها: لو لم أكن بوسط لا شيء لا لتهمتك مع
صحن رايمن وبدون بيض أيضا.. أحمق مغرور..
صرخ الشاب وهو يقف أمام درجاته النارية:
ألن تأتي؟!
ـ عذرا ولكني لا أحب ركوب هذه!!
ـ عذرا ولكني أحب قيادة هذه.. هي اصعدي.. قالها بصوت جامد وهو يناولها الخوذة
ارتدتها رغم عنها وصعدت خلفه..
الشاب: لا تفكري باستغلال الأمر وإلصاق
جسدك بي!!
ـ أيها الأحمق المغرور لو لم يجرني أباك لهنا لما صعدت بهذه الخردة!
ـ خردة!! قالها بغضب
ـ نعم.. خردة حتى الأطفال سوف يركلونها إذا ما سنح لهم.
ـ انزلي..
ـ ماذا؟
ـ قلت أنزلي الآن..
ـ لن أفعل!!
ـ لن تفعلي هاه..
عندها أدار المحرك وبدأ بقيادة
كما لو كان بسباق.. بأقصى سرعة متجاوزا السيارات بتهور..
صرخة روز بصوت مرتجف خائفه: لن أنزل حتى لو قدت بسرعة الضوء..
ـ كم أنتي عنيده سنرى لأي حد أنتي عنيده..
مضت نصف ساعة بينما روز متشبثة
بهيتشول وهو يقود بتهور.. أتى صوت إنذارات الشرطة من الخلف..
ـ تبا!! قالها هيتشول بغضب
توقف على جانب الطريق بعد إن
طلب منه الشرطي ذلك..
أخذ يتفحص الشرطي كلا منهما..
وتكلم أخيرا: هل ترغبان بالموت؟!
هيتشول بنبرة سخريه : ماذا؟!
ضربه بطرف القلم الذي كان
يستخدمه لتحرير المخالفه وقال: تكلم بأدب يا هذا.. لو ترغب بالموت اخبرني وأنا ساجد لك طريقة لا تعرض حياة
الناس الأبرياء للخطر.
تكلم روز: عذرا سيدي لم نكن ندرك بأننا نسير بسرعة
كبيره.
نظر إليها الشرطي وقال: ماذا.. لم تدركي بأنكم تسيرون بسرعة ؟؟
حاولت إن تبرر له لكن الشرطي
أستمر بتوبيخها: أستطيع إن أتفهم طيش الشاب الذي يقود لكن ماذا عنك سيدتي هاه؟!!
صرخة دون وعيا منها: أأأأأأأأأأنسه..
وما هي إلا ثواني وجعلهم الشرطي
يقومون باختبارات تبين إذا ما كانوا ثملين أو لا.. من ثم حرر لهم مخالفه بعد إن
وبخهم لربع ساعة..
هيتشول: لقد تأخرت.. شرطي غبي..
روز: عدت للبداية.
ـ ماذا؟!
ـ أختطفني والدك من هنا..
ـ محكمه عقد النكاح؟! هل حضرتي زواج احد أقاربك؟!
ـ لا أنا.
نظر لفستانها الأبيض وعلق: ظننتك أنسه؟
ـ نعم .
تركته وسارت مبتعدة دون أن تلقي
بكلمه أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق