الأربعاء، 20 يونيو 2012

قصة (أريدك كالمجنون)~ تم المشاركة بها في مسابقة متلازمة الحب!!

مقدمه لقرآئي السابقين.. اقصد ما بقي من أطيافهم!!


كالمرايا قناعين لشخص واحد.. وقصتين لنفس الاشخاص مع التواء بسيط خلق جنون ليس بعده جنون..


ربما السبب تلك القهوة الملعونه!!.. أم تراها خلايا عقلي الرماديه اصبحت خرفه!!


فكوب القهوة السابق صعدة معه للقمه.. إما مع هذا.. حسنا ها انا اعرضه لكم فلم أصل معه لاي مكان..


ربما عليا الالتزام بتلك الزوايا المظلمه فهي ما اعشقه كثيرا.. فالروأيا من خلالها اكثر متعه!!


:
:
:

(أريدك كالمجنون)


تحركت أناملها كما لو كانت ترسم خيوط عالم لم يراه مخلوق..

أخذت تبتسم كلما تعالى الصوت.. وتتوقف لثواني تمسح تلك الدموع التي فهمت المعادلة بشكل مغلوط..

لا يجب أن تكون هناك دموع بجانب تلك الابتسامة..

بل لا يجب أن تكون هناك دموع لشخص أعمى..

تذكرت ذلك.. تذكرت أنها تتخيل الدموع.. وليس هناك شيء دافئ يجري على وجنتيها..

ضحكت لوهلة من غبائها.. استغرب ذلك الجمهور.. ظن أنها انتهت..

أخذت الهمسات تتعالى بينهم هل يصفقون لتلك اللوحة التي لم يشاهدوا غروبها بعد؟؟

ولكنها أكملت الرسم على تلك النوتات بكل خفه كما لو كانت تنادي على شمس الألحان لتغرب..

انتهت.. وتعالت هذه المرة أصوات الجمهور.. "برافو.. أحسنتِ.. رائع..!!" إلى جانب التصفيق..

وقفت وساعدتها مرافقتها الشخصية لتواجه الجمهور الذي قدم من شتى البلاد ليشاهدها..

انحنت لهم.. وغادرت بهدوء والابتسامة وتلك الدموع الوهمية تحكي قصص ذلك العالم الخيالي..

أمام الشرفة وقفت تتذكر تفاصيل تلك الحديقة المجاورة للمنزل..

ذلك القمر الذي كان يضيء سطح مياه النافورة في وسط الحديقة..

وتلك الورود البيضاء التي غمرت المكان بجو نقي رومانسي هادئ ..

تقدمت من الشرفة وهي تنادي : ( ما أجملك من قمر.. امدد لي خيوطك الفضية وحلق بي إلى الفضاء ودعني أكون نجمه مضيئة للأبد بجانب ملاكي.. هل أتيت لتودعني كما ودعته من قبل؟ )

اعتلت سور الشرفة.. ابتسمت وهي تمسح دموعها الوهمية..

وما هي إلا ثواني وكانت دموعها من دماء, وهذه المرة لم تكن وهميه.. كانت تحيط بها هالة تشبه هالة القمر الفضية ولكنها كانت حمراء داكنة..

أتى صوته يصرخ: (لااااااااااااااااا )

نهض فجأة فزعا من ذلك الكابوس نظر حوله ليجد نفسه بغرفته وكانت الساعة تشير لتاسعة صباحا..

قفز مسرعا من فوق سريره وهرع خلال الرواق ليطرق أخر باب بنهايته..

وبقلب علاء صوت نبضه من الخوف وقف هناك ينتظر.. ليأتي صوتها أخيرا ليطمئنه: (كيوهيون أدخل)


دخل بهدوء وأتكئ على البيانو أمامها وقال بصوت لاهث: (صباح الخير جميلتي)

لم تبتسم له بل شرعت تعزف على البيانو.. كان عزفها عذب لدرجة تنسيك العالم..

تكلمت بينما يدها استمرت بالعزف كما لو كانت منفصلة عن جسدها: (أتركني أذهب أرجوك!)

تقدم منها كيوهيون بهدوء شديد رغم أنها لا ترى إلا أنها انتبهت لرائحة عطره فتوقفت عن العزف..

كيوهيون: (أسف لا يمكنني إن أتخيل خسارتك.. إن أعيش حياتي بدونك!)

ضحكت منه وردت: (لقد فقدتني منذ زمن بعيد.. أنت فقط تمتلك جسدي )

تبدلت ملامحه لتصبح أكثر خشونة وتعبا مع تلك الهالات السوداء التي استعارات لونها من ذلك الليل الذي فضح أرقه لأهل النهار..

تكلم بصوت منكسر: (رغم إنها أنانيه مني لكن وجودك وحده يكفيني.. سوف أنتظرك.. أنا.. أنا حقا أسف لأن ...)

قاطعته: (إنها تقرفني.. توقف عن تكررها أسف أسف أسف)

وضربت البيانو بقوه حتى أحدث صداه جللا بإرجاء المنزل الهادئ..

رق صوته بمحاولة منه لاستمالة عطفها: ( لقد رحل من هذه الدنيا وبقينا نحن.. تستطيعين إن تحصلي علي إذا أرتدي.. إلا يمكنك إن تقبلي بفتى أحمق مثلي؟)

أشاحت بوجهها عنه بصمت.. فما كان منه إلا إن غادر بخطوات ثابتة دون إن يلتفت للخلف.. وهو يقول: (لنتناول الإفطار سأنتظرك بالأسفل! )

جلس بالغرفة الطعام التي بدأت فارغة كالعادة وخيمت عليها ظلال الوحدة.

وبجانب يده استقر فنجان قهوة قد برد دون إن يلمسه..

الخادمة: ( يبدوا بأنها لن تنزل.. ماذا عنك ألن تتناول الطعام أيضا سيدي؟)

كيوهيون بابتسامة ذابلة: (احظري لي فنجان القهوة للمكتب! )

وسار بصمت حتى لا يعكر ذلك العزف الذي ينادي قلبه من الطابق الثاني.. ألقى كل تعبه على كرسي المكتب وما هي إلا لحظات حتى استقر نفس الفنجان بجانبه.. وبقسوة ودون إن يهتم لمشاعر ذلك الفنجان الذي بقي ينظر بغيره لكؤوس الخمر وهي تحمل..

اخذ يتناول قارورة النبيذ الأحمر حتى انتهت .. شعر بالهدوء وسلام غريب وهو يستمع لتلك المعزوفة وهي تتكرر..

ولكن كما يقال السلام لا يدوم للأبد.. حيث عكرته تلك الساعة وهي تدق بعناد وصوت مزعج معلنه أنها الثانية عشر مساء..

وبعقل شبه متيقظ وعينين بالكاد تستطيع التركيز أخذ يقرا الرسالة المتروكة إمامه ..

"كالغيم.. في أول الأمر يبدوا هادئ رغم سيره مع الرياح ببطء

ويلوح على وجهه السواد.. ليس حداد بل خجلا لا يعرف أي لون يختار حتى يكسو وجنتيه..

يبقى هناك يسير ببطء لهنيه مطلقا البرق والرعد زمجرت للشمس يخبرها كم هو مشتاق لتلك الأرض لتحتضنه

ينتظر بشوق أن تلفحه كلمات الشمس بدفئها حتى يتساقط بلهفة متناسيا هدوئه لأحضان الأرض..

هكذا أنا كل ما رايتك..

أسير بهدوء ولكن ما أن تنطق شفتيك أو حتى أراك أتساقط كقطرات المطر مبعثره بكل مكان بسذاجة حتى ارتمي بأحضانك.

لي توك أنا أحبك "

 

تنهد محاولا إن يطلق كل غضبه بعيدا حتى لا يختنق..

لكنه صرخ أخيرا: ( أنا الذي وقعت بحبك أولا)

توقف العزف من الطابق الثاني وعم السكون بالإرجاء..

وما هي إلا لحظات حتى وجد نفسه يترنح على ذلك الدرج بعد إن أزعجه الصمت..

طرق بابها.. لكنه لم يتلقى الرد المعتاد.. طرقه مجددا.. لم يسمع شيء.. فتح الباب ليجدها ترخي رأسها على البيانو وشعرها الأسود قد غطاء مفاتيحه..

نادها وهو يسير نحوها بخطوات متعثرة..

(أميره.. أميره.. أ....)

جمد مكانه عندما رأى ذلك النبيذ الذي تناوله منسكب أسفل قدميها.. أخذ يفكر "أتراني ثملت حقا!!.. لا.. لا انه ليس نبيذ فهذا داكن جدا ليكون نبيذا.. إلى جانب انه يخرج من معصمها.."

سقط على ركبتيه عندما أدرك ما حدث .. تساقطت دموعه كشلال ودون وعي منه اخذ يردد: ( لقد رحلت لتلحق به.. لقد رحلت للمرة الثانية.. لقد رحلت وتركتني هنا كالأحمق. )

 وفي ركن غير بعيد من ذلك المنزل كان يستقر فنجان قهوة قد برد وهو ينتظر يدين تحتويه وشفتين تقبله.. اخذ ينظر إلى النافذة التي تخلل منها ضوء الشمس.. وهو يحارب ذلك البرد ويتمسك بتلك الخيوط طالبا الدفء.. ينظر بأمل إلى يوم جديد.. ترسم خيوط شمسه عالما وهميا لم يراها بشرا قط.. حيث فنجان القهوة لا يبرد ويخسر معاركه مع كؤوس لم تذق الدفئ.. و الدموع لا تكون سرابا بخيال تلك الجفون.. وتلك الأرواح لا ترحل بأنانيه تاركه قلوبا تنبض خلفها.. هكذا ظل الفنجان يبتسم لتلك الشمس رغم أن ابتسامته مثل تلك الدموع مجرد وهم ظل يبتسم بإصرار...

~انتهت~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق