الثلاثاء، 7 فبراير 2012

أسيرة نبضي : الفصل السابع



الفصل السابع 


انعكاس~ جديد!!
:
(جلسة التحقيق الجـ1ـزء)




السيد دايل:"أتظن بأن أبني المقصود برسالة وليس أنا"
سادن:"ولكنه ليس أبنك أليس كذلك"
ـ"ماذا؟ أتقصد يامن!...أنه أبني.. صحيح أنه ليس من دمي ولكنه أبني"
المحقق:"لماذا لم تذكر لنا البارحة أن أسم أبن زوجتك كان في الرسالة؟"
 
ـ"لم يكن هناك داعي لذلك لم يكن أبني ليجرى على كتابة شيء كذلك" وكان أشبه بمن يكلم نفسه وهو يذكر عبارته هذه..
المحقق:"لم تجب على سؤالي سيد دايل"
ـ"آه... خشيت أن تقوموا بالقبض عليه.. لن تحتمل أمه إذا علمت"
المحقق:"إذا أنت كنت تشك فيه"
ـ"لا أنكر ذلك.. ولكن لا يمكن لابني حقا أن يفكر بأذيتي"
ـ"ولماذا لجأت للشرطة إذا كنت لست خائف من التهديد"
ـ"لأنه رغم أني أشك به إلا أني اعرفه جيدا... فهو ليس من النوع الذي يمكن أن يهدد برسالة بل النوع الذي يهاجم دون تخطيط إذا فهمت ما أعنيه"
ـ"ماذا عن كامي هل كان له أعداء؟"
ـ"لا.. لا أظن"
ـ"حسنا هلا شرحت لنا تحركاتك منذ دخلت الفندق"

ـ"ذهبت أولا لأخذ زوجتي إلى غرفتها وكانت الساعة العاشرة والنصف, من ثم نزلت إلى الأسفل وكانت الساعة الحادية عشر تمام ذهبت إلى مطعم الفندق لتناول الطعام وجلست أقراء الجريدة حتى الساعة على ما أذكر الواحد عندها نهضت واتجهت لمكتبي وكان في طريقي سكرتيري فأخذا يراجع معي بعض المواعيد عندما وصلت إلى المكتب لأجد عمي ويامن هناك.. تكلمنا قليلا.. فأتى ليأمن مكالمة هاتفيه غادر الغرفة وذهب إلى الغرفة التي كنا فيها منذ قليل.."
سادن:"لكم من الوقت؟"

ـ"أظن لعشر دقائق من ثم عاد وتبعه أخوته بعد ثلاث دقائق تقريبا جلسنا نتحدث لبعض الوقت حين أغضبني فقمت بصفعه.."
المحقق:"هلا أخبرتنا عن السبب الذي أغضبك"
ـ"هناك خلاف بيننا على مسألة زواجه.. حيث يريد أن يتزوج من فتاة لا نعرف عنها شيء.. فأخذ يتحداني ويصرخ فلم أتمالك نفسي وقمت بما قمت به.. وأظنك تعرف الباقي"
المحقق:"الديك أي شيء يمكن أن تضيء به القضية"
ـ"ربما!.. أنا لا أعرف أن كان حقا!!.. ربما يكون لا شيء"
ـ"أرجوك أخبرنا قد يكون مفيدا لنا"
ـ"البارحة بعد إن غادرة من مركز الشرطة.. مررت بالفندق لتأكد من أن كل شيء بمكانه كما أردت من أجل الحفل, عندما.."
ـ"أرجوك لا تتوقف الآن"
ـ"رأيت شخصا يركض هارب من باب مكتبي وعندما لحقت به كان قد اختفى.. لكن لم يسرق شيء وكل شيء كان بمكانه"
سادن:"الم تتمكن من رؤيته؟ "
ـ"لا... فقد كانت الأضواء مغلقة في تلك الساعة.. لكنه كان تقريبا بطول خمسة أقدام و11 إنش"
رفا:"تبدوا متأكدا.."
السيد دايل:"ماذا؟"
ـ"الم تقل بأنك رأيته يهرب عندما وصلت.. وبتأكيد بحالتك هذا وكونك تستخدم عكازا لابد بأنك استخدمت المصعد؟"
قال السيد دايل باستغراب:"نعم استخدمت المصعد!!"

أكملت رفا:"حسنا إذا قلنا بأن المسافة بين المصعد ومكتبك هيا ثلاث أمتار.. ولا شيء يضيء المكان سوء نور المصعد كون كل شيء مظلم كما ذكرت والمصعد يقع على نفس جهة باب المكتب يواجه الشمال.. فكيف استطعت أن تتأكد من ان طوله عبارة عن خمسة أقدام و11 إنش... أي 180 سم تقريبا.. إلا يمكن أن يكون ما رأيته عبارة عن ظلال.. وأن ركضت خلفه فلا يمكنك أن تعرف طول شخص وهو يركض وبعيد عنك بمسافة تسعة أقدام تقريبا وفي مكان مظلم"
ـ"لقد انعكس ظله على الجدار فقد كان نور مكتبي مضيئا"

ـ"من المستحيل.. لان ظلة لن ينعكس منه على الجدار سوء القسم الأعلى من جسده.. كون الضوء يأتي من الخلف
ـ"أنا متأكد مما رأيت يا فتى"
ـ"قد تكون حساباتي ليست دقيقة.. أو أنك تعرف من كان بمكتبك ولا تريد إن تتكلم"
قال سادن في نفسه:(لقد نالت منه... فتاة ذكية)
بدأ السيد دايل يتصبب عرقا وكان التوتر باديا عليه وهو يصرخ بانفعال شديد:"كيف تجرى على مخاطبتي هكذا.. من أنت أصلا أيها الوغد لتـ.."
حاول المحقق تهدئته فقاطعه قالا:"أرجوك اعذره أنه جديد في القسم.. ولا تبالي بما قال"
وقام المحقق بضرب رفا على مؤخرة رأسها وكأنها ولد مشاغب:"أخرس ولا تتدخل في التحقيق"
أومأت له بغضب وهيا تراقب سادن الذي كان يمسك نفسه عن الضحك.. كونه يعلم إن رفا ليست معتادة على أسلوب لاشين في التعامل, فكلما أخطئ أحدهم حتى سادن كان يصفعه على مؤخرة رأسه كأنه فتى في السابعة من عمره...
أزاح المحقق نظره عن رفا وهو يحمد الله أن قبعتها لم تسقط من رأسها كونه نسيء أن التي قام بتوبيخها في الأصل فتاة.. لوهلة شعر بان الذي كان يتحدث هو سادن أو أحد ضباطه وليس تلك الفتاه الملمة بأخبار ما قبل الميلاد.. فقال وهو يواجه السيد دايل الذي هدى قليل رغم انه كان يتصبب عرقا:"وأين عناصر الشرطة الذين أرسلتهم معك؟"
ـ"لقد كانوا ينتظروني في سيارتهم إذ أني طلبت منهم ذلك.. فلم يكن هناك داعي لمرافقتي كوني لم انوي البقاء"
سادن:"هل ذهبت لغرفتك لكي تتحقق من أن الدخيل لم يذهب هناك"
ـ"لا يمكن إن يكون قد ذهب لغرفتي"
المساعد رائد:"لماذا؟"
ـ"لأنها تقع في الدور الأخير وللوصول إليها عليك استخدام مصعدي الخاص وهو لا يعمل إلا برقم سري عليك إدخاله.. وكل المنافذ الأخرى إليه مغلقه بأحكام"
سادن:"إلا يمكن أن يكون على علم بالرقم السري خاصتك؟"
ـ"لا أظن لأنه يتم تغيره بشكل دوري كل 24 ساعه "
المحقق:"شكرا لك سيد دايل أرجو أن لا تغادر الفندق قبل انتهى التحقيق"
أومئ برأسه وبدا منهكا من شدة حزنه حتى شعر كل الموجدين من صدق مشاعره..
 قال بينما كان يهم بالوقوف وكان يركز قوته بيده اليسرى على عكازه:"لا أفهم لماذا يريد احدهم إن يقتل كامي.. لقد كان دائم فتى مرح والجميع يحبه... لا أفهم لماذا هو القتيل"
وما إن فتح رائد الباب لدايل ليغادر التفت ذاك الأخير للمفتش وقال:"أرجوا أن تحل القضية قبل أن يأتي ضيوف الحفل"
وغادر بكل برود وكأنه شخص أخر غير الرجل الحزين منذ قليل.. بل وكان الذي مات لا يمس له بأي صفه.. غريب أن بعض الناس لديهم مشاعر كالحديد لا يهزها شيء أبدا فتصدئ مع الزمن لتظهر عيوبها في نهاية الوقت...



بعد دقائق من مغادرة دايل دخل سكرتيره وهو رجل في 36من عمره.. كان يبدوا انه رجل دقيق في كل شيء حتى في مشيته.. جلس بكل هدوء أمام المحقق ينتظر بدء التحقيق دون إن تظهر أي مشاعر على وجهه...


المحقق:"هل لك إن تذكر أسمك كاملا ونوع علاقة بالقتيل"
ـ" أسمي سرمد ناصر.. وأنا أعمل سكرتير لدى السيد دايل والد كامي"
ـ"حسنا... أخبرنا عن تحركاتك منذ دخلت الفندق؟"

ـ" وصلت إلى الفندق عند الساعة الثامنة تمام.. وكان أول ما قمت به هو التحقق من أن جميع الموظفين في مكانهم قبل أن نبدى بمراجعة جدول الحفل... من ثم اتجهت إلى مكتب السيد دايل لكي أجهز الأوراق التي طلبها مني مساء الأمس مع قوائم أسماء المدعوين كان السيد يامن هناك قرب النافذة ألقيت عليه التحية ولكنه لم يجبني وكانت الساعة التاسعة والنصف عندما غادرت المكتب, وما إن غادرة حتى التقيت السيد رنيم وطلبا مني مفاتيح غرفته كون أنه حسب أوامر سيدي دايل لديه جناح خاص به مع كامي.."

سادن:"إلا يقيم معهما يامن في نفس الجناح؟"
ـ"أوه.. لا أنه يقيم في جناح 350 وأخوته في جناح أخر فالسيد دايل لا يحب أن يختلطا بالسيد يامن.. أنه فتى.. لنقل صعب المراس نوعا ما, ولديه أراه الخاصة التي لا يحب السيد دايل أن تؤثر على أبناه.. أن فهمت ما أعنيه"
المحقق:"لا أظن بأننا نفهم سيد سرمد"
ـ"ظننت الشرطة تعرف كل شيء.. على كلا فالسيد يامن ليس أبن رئيسي.. أنه أبن زوجته... وهو الوريث الشرعي لمال والده المتوفى السيد دهمان.. ولكن رغم ذلك.. لا يحق له التصرف برأس المال دون إذن أمه"
المحقق:"إذا تقصد أن كل ما نراه الآن ملك في نهاية المطاف لحرم السيد دايل"
ـ"لن أقول ذلك حرفيا.. لان المالك الفعلي هو السيد دايل.. وكل أوامره وما يطلب منفذ.. لكنه لا يستطيع أن يقوم بأي مشروع دون توقيع حرمه.. كونها صاحبت المال.. وكذلك رئيسي فهو رجل ثري أيضا.. ولكنه لا يحب أن يخاطر بماله على ما أظن"
سادن:"لماذا تتعمد أخبارنا بكل ذلك سيد سرمد؟"
سرمد وهو يريح ظهره على الكرسي ويضع يديه على مسندها ويرمق سادن بنظرة التعالي:"أليس من المفترض أن أجيب على أسالت الشرطة بكل صدق!"
سادن شعر بالإهانة كونه هو الوحيد الذي يحق له أن يتصرف بتكبر.. نظر بكل احتقار وغرور للسكرتير وهو يرد عليه:"لم نطلب منك أن تفشي أسرار رئيسك بعد.. هل أنت حقا سكرتيره الشخصي؟.. أم... كيف اصيغها بالمعنى الصحيح؟... وجدتها (التابع) الأسود للسيد دايل ؟"
فهم الجميع ما يقصد سادن كون سرمد "كلب" سيده الغير وفي.. باستثناء نادر الذي أخذ يفكر مع نفسه :(هل يوجد فرق.. إن كان سادن يقصد إهانة سرمد فقد أخفق في ذلك.. أنها المرة الأول التي لا ينجح بإذلال من يتجرا على تحديه)..
وعلى خلاف نادر كان السكرتير لبيب ويفهم بأقل أشارة تلوح أمامه فما كان منه إلا أن تصرف بطريقة خلاف ما توقع الجميع وقال بكل برود:"أتقصد مثلك.. لان السيد دايل أخبرني أن المحقق قد استعان بتابع ضال لمساعدته"
أخذ ينظر سادن بنظراته المغرورة الباردة دون أن يظهر أي علامات الغضب وكذلك يرد عليه سرمد, فما كان من رفا إلا أن ابتسمت للمفتش وقالت هامسة:"أخيرا وجد سادن نده"
بادلها السيد لاشين الابتسامة بينما كان رائد يحاول أن يكتم ضحكته من تعليقها...
قال المحقق ليقطع المشاحنة بين الطرفين:"كيف كانت علاقتك بالسيد كامي"
أزاح نظره بكل برود عن سادن وأجاب:"كانت عاديه جدا حتى إني بالكاد كنت أعرفه"
المحقق:"هلا وصفته لنا بنظرتك العامة شخصية القتيل؟"
ـ"كان شخصا هادئ جدا من النوع الذي يستمتع بمراقبة الحياة دون أن يتدخل فيها.. محبوب من قبل الجميع ولا أظنه قد تورط بأي مشاكل في حياته"
ـ"حسنا أيمكنك إن تكمل لنا بقية تحركاتك لهذا اليوم؟"
ـ"أين كنت؟"
رفا:"أعطيت رنيم مفاتيح جناحه الخاص.."
ـ"نعم.. وبعد ذلك ذهبت لا تحقق من مركز المراقبة وكذلك التجهيزات في قاعة الاحتفال ومن منسق الأغاني وبينما كنت في طريقي إلى المطعم قابلة السيد دايل عند الواحدة ظهرا وأخبرته أني تركت الأوراق التي طلبها على مكتبه مع السيد يامن.. فغضب مني وأخذ يصرخ.. لأنه لم يكن يريد من السيد يامن أن يعرف شيء عن المشروع"
رفا:"ولماذا..! أليس السيد يامن هو صاحب المال في نهاية الأمر؟"
ـ"ليس هذا بالنسبة لسيدي, فهو يحب أن يسير كل شيء كما خطط له دون تدخل من أحد.. وهذا ما كان السيد يامن يتعمد أن يفعله مع زوج أمه حيث كان يعارض أوامره ويفتعل المشاكل.. ولذلك قام كامي بترك العمل مع والده وفتح متجر لبيع الطيور ليبتعد عن هذه المشاكل"
المحقق:"وبعد ذلك ماذا حدث؟"
ـ"ذهبت معه إلى مكتبه وما أن دخلنا حتى بدت عليه الدهشة.. أظن كون السيد يامن لم يمس الأوراق... بل كان يتحدث مع السيد ميسان.. تحدثنا قليل عن العمل عندما أتت مكالمة ليامن فغادر مسرعا إلى الغرفة المجاورة لكي يرد عليها.. وبعد أن عاد بقليل أتى أخوته إلى المكتب.."
ـ"لكم من الوقت كانت المكالمة؟"
ـ"عشر دقائق تقريبا... وبعدها تشاجر سيدي مع السيد يامن على فتاة لا يوافق عليها الجميع كونها ليست من عائلة جيده إذا صح لي القول.. وبعد أن أشتد الحوار بينهما قام السيد دايل بصفعه بقوه, عندها دخل مساعدك إلى الغرفة وأظنك تعرف الباقي"
قال المحقق:"شكرا لك سيد سرمد.. هل لديك شيء تريد أضافته؟"
ـ"ما حدث اليوم كان أمرا غريبا"
رائد:"جميع جرائم القتل أمر غريب على المجتمع"
فرد سرمد وكان يريد من عبارته أن تكون ذات معنى قدر الإمكان فقال بتمهل وتأمل:"نعم.. لكن مقتل كامي كان حقا أمرا غريبا جدا"
فقال سادن بعد أن فهم قصده:"ولماذا يكون مقتله غريبا عليك؟"
أجاب سرمد بينما كان يتعمد النظر إلى رفا دون سأله:"لان كامي مسالم جدا وليس لديه أصدقاء سوء أخوته فكيف يكون له أعداء, فلذلك بدا غريبا لي رؤيته ميتا... ولن اخفي عنكم إذا قلت أني لن أتفاجئ إذا ما أخبرني احدهم أن يامن من قتل.. ليس لاني أكرهه فلا علاقة تربطني به, ولن استفيد من موته.. ما قصده أنه لا يستمع لأحد ودائما يثير المشاكل.. ولديه الكثير من الأعداء.. أتمنى إن لا يكون متورط بهذا بالامر.. "
المحقق:"إلى ما ترمي سيد سرمد؟"
ـ"ربما بسبب ما حدث أرى ذلك لكن فعلا يبدوا لي الأمر خاطئ لأبعد الحدود"
المحقق:"الديك ما تضيفه؟"
ـ"لا"
ـ"أرجو أن لا تغادر الفندق حتى ينتهي التحقيق"
غادر بخطى واضحة وثابتة دون أن يلتفت.....
رفا:" ليست مكافأة الرئيس في ثناء رؤسائه، بل في تعليق مرؤوسه الصامت به لطيبة قلبه وشدة إحساسه.. ولا أظن هذا ينطبق على السيد دايل وسكرتيره"
أبتسم المحقق من عبارة رفا من ثم قال:"نادر بعد أن تدخل السيد ميسان أريدك أن تراقب السكرتير جيدا.. فيبدوا أنه يعرف شيء"
سادن:"لا أظن ذلك أنه فقط يحاول أن يظهر بمظهر المهم"
رفا:"نعم معك حق"وابتسمت ابتسامه ذات مغزى...


بتلك اللحظة دخل السيد ميسان فأخذت رفا تكون فكره عنه(رجل كبير في السن في حاولي السبعين من عمره.. ولكنه كان يبدي القوى رغم أن التعب والمرض باديا على وجهه وكذلك السعال بين الفينة والأخرى)
أجلسه نادر على الكرسي من ثم غادر مغلقا الباب خلفه.
المحقق:"مرحبا سيد ميسان تريم.."
بعد أن سعل قال:"أهلا سيد لاشين... أهكذا ينطق؟؟... ـ أومئ له المحقق موافقا ـ حسنا.. هل أنا مشتبه به في مقتل حفيد أخي؟"
ـ"ليس لدينا مشتبه بهم إلى الآن سيدي, نحن فقط نحقق مع الجميع حتى نعرف ماذا حدث بضبط في تلك الغرفة"
ـ"اسألني إذا"
ـ"أيمكنك أن تسرد لنا تحركاتك منذ دخلت الفندق؟"
ـ"لا أعرف أن كانت ذاكرتي ستسعفني ولكني سأحاول.. لقد أوصلني مساعدي نيروز عند الساعة التاسعة والربع تقريبا ولكنه عاد مجددا إلى المنزل لاني قد نسيت نظارتي فأنا لا أرى جيدا بدونها.. فذهبت بمفردي إلى مكتب أبن أخي حتى أنتظره هناك من أجل أمر طلبته منه... وما أن دخلت حتى رأيت يامن.. وأخبرني بأن دايل لم يأتي بعد فتركته وغادرت الغرفة وساعدني أحدى موظفي الفندق..

توقف للحظه ليلتقط أنفاسه من ثم أكمل:"ذهبت إلى غرفتي وأظن بأن النوم غلبني فلم أستيقظ إلا في الثانية عشر والنصف وأتذكر الوقت لاني نهضت أثر سماع صوت أذان صلاة الظهر فنهضت لتأديتها.. نزلت مجددا إلى المكتب وكان ما يزال يامن هناك فجلست معه قليلا وما هي إلا لحظات حتى أتى أبن أخي مع ذالك النمس"
المحقق:"عفوا!"
أنتبه ميسان أنه زل بلسانه:"عذرا ولكني لا أحب سكرتير دايل أنه وقح إلى أبعد الحدود رغم انه جيد في عمله"
فقال سادن  بسخرية مع نفسه:(معك حق يا عم ميسان)..
المحقق:"تابع سيد ميسان من فضلك"
ـ"آه.. ماذا حدث أيضا.. أرجو أن تعذراني إذا تأخرت في الجواب"
المحقق:"لا بأس خذ وقتك... وتابع من دخول دايل إلى المكتب"

أخذ يحك رأسه وأعاد تقريره منذ البداية.. فقرر جميع الموجودين إلا يقاطعوه حتى لا يعيد سرد الإحداث من جديد إلى أن وصل:"أخذت أتحدث مع يامن أنه فتى ذكي رغم أنه عنيد ولكنه لطيف بطريقته الخاصة خصوصا مع أبناء أخي على كلا دخل دايل مع ذلك النمس سكرتيره في الواحدة, وكانت تبدوا عليه الدهشة كونها المرة الأولى التي يجلس يامن ليخاطب أحد.. على كلا غادر يامن ليحضر أخوته.. لا.. بل ليجيب على الهاتف وبعد إن عاد أتى أخوته خلفه..نعم هذا ما حدث.. وبعد ذلك ـ توقف ليسعل فناوله رائد كوب ماء لكنه رفض وأكمل ـ 
فجاءه أثار أبن أخي غضب يامن عندما أهان الفتاة التي يرغب بزواج منها.. ولا أستغرب هذا كون يامن قد هدد دايل منذ فترة بقتله أمام جميع موظفيه.. المهم ثار الفتى وكأنه بركان وقال بأن أبن أخي يطمع في أموال أمه وهو ليس بالنسبة له سوء خادم.. فقام بصفعه.. يا الهي لقد كان الأمر فضيع.. وبعد ذلك دخل هذا الرجل 
ـ وأشار إلى رائد بأصبعه المرتعش ـ 
فغادر النمس ودايل وكذلك كامي ليعود بعد لحظات وجلس بجانبي.. عندها....... ماذا يا الهي؟... نعم تذكرت قام رنيم أنه فتى ذكي جدا ولكنه ضعيف كالفتيات.. عكس كامي فقد كان دائم فتى قوي رغم هدوءه نعم كان قويا... لكن لأكون عادلا مع رنيم فقد كان دائما يهمه أمر العائلة لقد كان يملك قلبا دافئ.. على كلا قدم لي حلوى النعناع أنها رائعة ولكنها تصبح دبقه عندما تذوب ولا تناسب رجلا بعمري فوضعتها بجيبي ولم أتناولها.. وكذلك أعطى كامي ويامن.. فرغم أنه كان غاضبا جدا إلا أنه لم يرفض أي شيء لإخوته أبدا خصوصا رنيم... وبعد ذلك سقط المسكين على الأرض وكأنه شاة يرفس بقدميه.. كان منظرا فظيعا..ً لم يكن من المفترض أن يحدث لأحد... وخصوصا كامي الفتى الوديع"

سادن:"أتشك بأحد يا سيدي؟"
ـ"في قتل كامي.. لا.. لكن لو كان يامن الضحية لكنت أعطيك لائحة بذلك"
رفا:"ترى الأمر معكوس أليس كذلك سيدي؟"
نظر إليها مطولا ثم أجاب:"نعم كل شيء معكوس اليوم كل شيء.. كأنني أنظر إلى مرآه أو ربما لاني لا أرتدي نظارتي"
شعرت رفا أنه يقصدها لكنها أزاحت تلك الفكرة من رأسها...
بعد أن انتهى السيد ميسان من التحقيق طلب من رفا أن تساعد على النهوض وتأخذه إلى الغرفة المجاورة فقامت بذلك بمساعدة سادن..
الذي كان يتحايل الفرصة لكي يحادث رفا على إنفراد, وبينما هم يسيرون في الردهة قال الرجل العجوز لسادن:"هل أنتما محققان تبدوان صغيرين جدا على ذلك؟"
فقال سادن بغرور:"في تحقيق العدالة لا يوجد صغير وكبير كتعليم تماما"
فقالت رفا مقتبسه من شاعرها المفضل المتنبي:"إن صغير القوم إن كان عالما*** كبير إذا ردت إليه المحافل"
فقال السيد ميسان بمرح:"إذا أنتما محققان جيدان ومثقفان أيضا.. جيد.. ولكن أحذرا ولا تظهرا أورقكم بأكرا.. أوه.. ها أنت يا نيروز.. لا بأس أنه مساعدي سيؤاخذني إلى غرفتي لارتاح فقد كانت صدمه كبيره لنا ما حدث اليوم"
 وكان نيروز شاب ذو وجه اسمر واضح القسمات بتعابير قاسيه وحادة, في أواخر الثلاثينات.. أتكئ عليه ميسان وصعد معه إلى المصعد...
سادن:"الآن أذهبي إلى الغرفة 350 وأبحث عن أي دليل لأي محلول ممكن أن يكون ساما كما أخبرتك من قبل"
قالت رفا بتذمر:"ولكني أريد أن أرى ذالك المدعو يامن.. لدي فضول لكي أسمع ما سيقوله"
حاول سادن أن يقنعها بنفاذ صبر:"هاهو يتجه إلى غرفة التحقيق.. وأما ما سيقوله فسأخبرك به بعد أن تعودي"
أخذت رفا تنظر مطولا لشاب حسب رأيها وسيم إلى أبعد الحدود.. ولكنه رغم ذلك يبدوا من النوع المثير للمشاكل سريع الغضب إلا أنها لا تظن أنه مجرم.. بل كان ربما متورط بقضية صغيره لا تتجاوز ضرب أحدهم.. وبينما هي تستقل المصعد لاحظت أن طوله تقريبا خمسة أقدام و11 إنش....






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق