الاثنين، 19 ديسمبر 2011

أسيرة نبضي : الفصل الخامس

*
*
*
 

الفصل الخامس

تركت مظلتي السوداء.. لأختفي تحت قبعة!!



كالعادة كان سادن ينتظر رفا أمام منزلها عند الساعة السابعة صباحا..
وما إن جلست في المقعد الأمامي... حتى أنطلق سادن بالسيارة..

سادن:"اليوم أخر يوم"
رفا بارتياح شديد دون أن تفهم قصده:"نعم, اليوم أخر امتحان لي"
ـ"قصدت بالنسبة.. لمسالة المعروف وثلاث أيام"
ـ"حقا.. لقد مر الوقت سريعا"
جلس الاثنان طوال الطريق يفكران بإحباط أنها أخر مره سوف يريان بعضهما..
أوقف سادن سيارته فجأة وقال:"عفوا.. لكن أريد لقاء أحدهم وسأعود بسرعة.. انه أمر ضروري"


رافقته عيني رفا خلال سيره باتجاه أحد الفنادق.. واستغربت من كثرت رجال الشرطة, حيث توقف سادن ليحدث أحدهم.. فأزاحت عينيها وأخذت تقلب في جوالها لتسلي نفسها عندما وقع بصرها على ورقه كانت موضوعه أمامها..فقامت بقراتها وضحكت من الكلام المدون فيها.. إعادتها إلى مكانها عند روايتها لسادن قادم في اتجاهها..

لم تتمالك نفسها وهم في الطريق إلى الكلية بعد عودة سادن إلا أن تعتذر من فضولها فقالت:"أسفه لأني تطفلت على أوراقك الخاصة.. ولكني لم أتمالك نفسي"
ـ"أي ورق"
وأرته الورقة التي قرأتها وقالت:"أسفه حقا.. ولكن الكلام الذي فيها شدني إذ أني أحب كل ما يتعلق بالإله الفرعونية"
نظر إليها سادن بدهشة وقال:"ماذا؟"
صرخت عليه رفا ليبقي نظره على الطريق, ولكنه توقف على بعد شارع من الكلية وقال:"أين هو ذكر ما قلتيه عن الأله؟!"
ـ"ولماذا أنت مهتم؟"
ـ"فقط اخبريني... أرجوك من المهم أن اعرف" 
ـ"أنه مضحك بعض الشيء"
ـ"كيف؟"
ـ"أوه.. حسنا سأخبرك باختصار.. أولا الرسالة موجه إلى الفرعون.."
ـ"إلى الفرعون؟"
ـ" توقف عن الكلام ودعني أكمل... "
ـ"حسنا سأصمت.. لكن أرجوكِ تابعي"
ـ"سأبدى بتفسير الجملة الأولى: (لا تظن عندما تذهب إلى أرض الأموات أني لن أطعمك)..
والمقصود به هو الاحتفال السري بوادي الملوك.. للفرعون بعد موته بسبع أيام حيث يقومون بتقديم الأطعمة لروحه المقدسة إذ أنهم يظنون بأنه آله.. وعندما تغيب الشمس بعد دفنه يقوم الإله أنوبيس بمرافقة روحه إلى العالم السفلي"
ـ"هكذا إذا.. هذا يؤكد استنتاجي"
ـ"ماذا!"
ـ"لا عليكِ تابعي"

ـ"أما feather أو الريشة و heart القلب والمحكمة يعني بها ما يحصل في العالم الأخر للفرعون.. حيث تقوم جميع الإلهات باختبار قلب الفرعون, وذلك عندما يقوم أبن أوى.. وهو اله أنوبيس... بوضع قلب الفرعون في كفت الميزان, حيث تكون في الكفة الثانية الريشة... فإذا كان مذنب ينفى على يد المفترس ويحكم على العالم بالفوضى وهنا يأتي عمل الخنفساء"

ـ"الخنفساء!"

ـ"نعم أنها تعويذه ورمز الفراعنة.. حيث عندما يدفن الفرعون وتنزع منه جميع أعضائه الداخلية مثل الكليتين وغيرها وتوضع في وعاء فخاري, يبقون على القلب من أجل المحاكمة, ويضعون الخنفساء على صدره حتى تحمي قلبه..وتكون جميع الإلهات مصطفة تنتظر النتيجة.. والإله تحوت وهو اله الحكمة يقوم بكتابة ما يحصل والإله حورس يراقب.. وترمز الريشة إلى النظام وتوازن العالم"

ـ"أرجوك تابعي لا تتوقفي"
ـ"ولكني تأخرت على الكلية والحديث عن الإله الفرعونية طويل"
ـ"ما العمل إذا؟؟ وجدتها.... أسمعي ما رأيك بأن احقق أحدى أمنياتك"
ـ"ها!!"
ـ"أقصد إن تأتي معي إلى ذلك الفندق الذي نزلت فيه منذُ قليل"
أحمر وجه رفا من الغضب وهي ترد عليه:"يا لك من وقح قذر.. ماذا تظنني؟"
وفتحت باب السيارة لتغادرها ولكنه امسك بها قبل أن تنزل وقال:"دعيني أشرح لكي لقد أساتي فهمي"
ـ"أترك يدي"
ـ"ليس قبل أن تسمعيني"
عندما شعرت بقوة قبضته وإصراره استسلمت وقالت:"تكلم"
ـ"الورقة التي قرأتها منذُ قليل هي رسالة تهديد وصلت لصاحب الفندق الذي يقيم حفلا اليوم بسبب افتتاحه لفندقه... وقد طلب مني البارحة مفتش الشرطة مساعدته في فك رموز الرسالة, ولم أتمكن من فهم كل ما تحتويه"

ـ"وتريدني أن أرفقك إلى الفندق من اجل؟"

ـ"الم تقولي أنك تريدين أن تعيشي مغامرة؟.. حسنا إذا ما رأيك إن ترتدي ملابس أحد إخوتك وترافقيني إلى الحفل وفي نفس الوقت ستشرحين لي بقية الرسالة"
ـ"أها.. لأبدوا كفتى فهمت"
ـ"وسيكون الفندق مليء بعناصر الشرطة والمدعوين إلى الحفل ولن نكون بمفردنا"
ـ"إذا كان الأمر كما ذكرت سأقول لك ردي عندما تأتي لإيصالي إلى المنزل.. والآن إلى اللقاء"
ـ"انتظري سأوصلك إلى البوابة"
ـ"لا داعي"
وغادرت السيارة مسرعة لتلحق بالامتحان...

 

وافقت رفا على طلب سادن.. وأعادها إلى المنزل لكي تبدل ملابسها وبعد أن لبست ملابس شقيقها التوأم رامي.. ومع قبعة سادن غادرت لكي تبدا أول مغامرة في حياتها..
سادن:"أنكي أوسم فتى رأيته في حياتي"
ـ"أتهزئ بي؟"
ـ"لا فعلا أرجوا إن لا يكشف أمرك"
ـ"أسمع علي العودة إلى المنزل قبل الحادية عشر مساء"
ـ"لماذا؟"
ـ"أنه الموعد الذي يعود فيه مؤيد"
ـ"حسنا.. لا عليك"
انطلت الخدعة على رجال الأمن عند دخولهم من الباب الرئيسي..
وأثناء سيرهم إلى قاعة التي سيتم فيها الحفل أوقفهم مفتش الشرطة..
المحقق لاشين:"أهلا سادن"
ـ"مرحبا سيد لاشين"
ـ"لم تقل بأنك ستحضر رفقه معك"
ـ"نعم انه صديقي... مؤيد.. سوف يفيدنا في حل القضية"
ـ"حقا.. أرجو ذلك.. سأذهب الآن وأرجو إن تكون في مكتب السيد دايل لان أبناءه يجتمعون هناك.. ومرحبا بكي يا ابنتي"
اندهشت رفا من كلامه وسادن كذلك وفتح كلا منهما عينيه على وسعهما فضحك المحقق وقال:"لقد عرفت ذلك عندما رأيتكم تدخلان من الباب الرئيسي منذُ قليل.. ولكن هل حقا هي مفيدة لحل القضية"
رفا:"كيف عرفت؟"
ـ"لان المدخل إلى الفندق مزدحم برجال الشرطة ولابد لمن يدخل أن يصطدم بهم... فعندما دخل سادن وأجه أحد رجال الشرطة بصدره ولكن أنتي بظهرك لان إذا فعلتي مثله لكشفوا أمرك.. هل فهمتي قصدي.. أظن بأنها عادة لدى الفتيات"
رفا:"يا ألهي.. أنك أشبه بهولمز"
ـ"هاهاها.. ليس إلى هذا الحد.. ربما سادن كذلك.. أتعلمين أنه أبرع متحري قد مر علي"
ـ"حقا..!! ولكنه يتصرف بغباء شديد معي"
ـ"لا ألومه إذ كان برفقة فتاة جميلة مثلك"
أحمرت وجنتيها وهي تجيب:"شكرا لك"
أرادا سادن أن يغير الحديث بسرعة بارتباك شديد.. ولكن المحقق بادر بالكلام:"والآن هل فعلا هي مهمة للقضية؟"
سادن:"بكل تأكيد"
ـ"من الأفضل لك أن تكون كذلك.."
ـ"أظن بأن القضية قد أصبحت واضحة لي فعلا.. أتصدق بأن رفا قد فكت رموز الرسالة"
ـ"ماذا!!.. حقا؟"
ـ"نعم... أتريد أن ترافقنا إلى طاولة في مطعم الفندق لمناقشة الأمر"
ـ"بكل تأكيد"

ذهب ثلاثتهم إلى أحد الطاولات في المطعم بعد إن طلبوا القهوة باستثناء رفا إذ كانت تفضل الكابتشينو... وأكملت رفا عن سادن ما توقفت عنده في صباح هذا اليوم..

السيد لاشين:"لقد فهمت.. أصبح كل شيء منطقيا الآن, إذ إن الجريمة ستقع وقت الاحتفال بافتتاح الفندق وهو اليوم.... ولكن ماذا عن الشطر الثالث منها"
رفا بحيرة وهي تنظر إلى الرسالة:"هذا ما لم أفهمه.. لقد ذكر بأنه سيكون حاكم الفوضى بدل يامن"
سادن:"اشرحي الأمر من فضلك"

ـ"حسب الأساطير.. أن ست حاكم الفوضى قام بقتل أخاه الإله أوزوريس وقطعه إلى أجزاء.. ولكن أوزوريس عاد مره أخرى من بين الأموات بفضل زوجته إيزيس التي قامت بتجميع أجزائه.. حيث قام مع أبنه الإله حورس بنفي ست إلى صحراء الدمار والفوضى وأنتقم لأبيه وأعاد عرشه له.. ولذلك كان الشعب يعتمدون على الفرعون (الملك الإنسان) الذي يرونه كإبن لأوزوريس وأبن لملك الإلهات لمنع ست من العودة لأنه هدد بأن يقتلهم وينشر الفوضى بينهم... ولذلك أرى ذكره ليامن غريب كون ست هو حاكم الفوضى.. ولا يوجد ذكر لأي أله باسم يامن"
سادن:"ولا في أي من الأساطير فرعونية؟؟"
ـ"لا"
ـ"قبل أن تكملي أخبرني لماذا قلتي بأن في الرسالة أمرا مضحكا"
ـ"لأنه ذكر بأنه سيطعم الفرعون وأيضا بأنه سيكون أله"
لاشين:"وما المضحك في الأمر؟"
ـ"لان من يقوم بالاحتفال ودفنه ووضع الطعام له هم كهناء من البشر.. لذلك أرى سخرية وتناقض في الأمر"
سادن:"كون كاتب الرسالة يرى نفسه أله.. لابد انه لا يعرف الكثير عن الاساطير الفرعونية"
ـ"على العكس بل يعرف الكثير وربما أفضل مني.. أنظر لقد قال: أنه سيكون بدل حاكم الفوضى.. ومن تظنه هزم ست ونفاه"
لاشين:"فهمت.. أوزوريس.. وهو والد الفرعون"
سادن:"وكونه والده فلا بأس بان يطعمه.. ولا يجعله ذالك من العبيد"
رفا:"تمام وهذا ينفي التناقض"
السيد لاشين:"وماذا عن التانغو؟"
رفا:"لا أعرف الكثير عن الأمر سوى أنها رقصة"
سادن:"ماذا عن شطر الكوبرا"
رفا:"الكوبرا في الأساطير المصرية القديمة وظيفتها هي حماية الفرعون"
هزا كلا الرجلين رأسيهما مبدين علامات الرضاء من الثقة والحماس التي كانت تظهر عند كل حرف تنطق به وكأنها فعلا عاشت في زمن الأهرامات.
أكملت بينما كانت تدخل خصلة من شعرها تحت قبعتها:"أما ذكر الجمهور فهو غريب"
سادن:"لا بأس تابعي"
ـ"حسنا... نهر نبراس هنا كان ذكره يدل على ذكاء فعلا.. فالجميع يعلم أن مصر يوجد بها نهر واحد مشهور وهو النيل ولا يوجد ذكر لنبراس سوى في جده حيث أنه نهر من صنع الإنسان فما دخله في جميع ما ذكر قبلا... سأقول لكم بعض الأساطير الفرعونية القديمة ثم أشرح الأمر كله:
أولا أن نهر النيل عندما يفيض يجدد العالم.. وأيضا انه ينبع من مكان ما من تحت الأرض..
وأيضا أن النهر يعيد كل يوم الإله راع مره أخرى وهو أله الشمس حيث عندما تغيب الشمس يذهب راع إلى أرض الأموات..
أما الأسراب فهي طيور الحارسة يتبعها الفيضان بالتأكيد وهي تجدد العالم وتعيده كما كان.. ويذكر الفيضان الشعب باله أوزوريس كونه عاد من جديد من أرض الأموات.. فكذلك النهر يساعد على روي الأرضي ونمو المحاصيل وأحيائها مره أخرى.."

السيد لاشين:"لم افهم بعد ما دخل نهر نبراس بنهر النيل وفيضانه"

ـ"الأمر واضح حضرت المحقق.. انه يقول لن يعيدك نهر راع وهو النيل.. لان معنى نبراس ـ وهو أسم صديقتي ـ (المصباح), ومن أله النور والشمس غير راع ملك الإلهات..فهو يقول بالحرف: لن يعيدك نهر اله الشمس النيل الذي أعاد أوزوريس وأن رأيت أسراب الطيور التي يأتي عقبها الفيضان...... ـ توقفت لحظه ونظرات القلق تركض من عينيها ـ أتعرف إن الأمر كله مخيف جدا.. ليتني لم أقرا الرسالة"
السيد لاشين:"لماذا يبدوا لكي مخيف الآن"

ـ"لان الذي ينبأ بقدوم الفيضان وتجدد العالم هو الفرعون الذي سيقتل.. أن كاتب الرسالة يريد إن ينهي العالم بعد موته لأنه لن يوجد من ينبئ بالفيضان.. فأوزوريس هو الذي يتذكره الناس مع كل فيضان لن يخبر أحد بقدومه بعد موت الفرعون أنه يقول لنا لن يعرفني أحد أبدا لان الذي سيموت لن يستطيع أخبار الشعب بقدومي.... فرغم أنه أبنه إلا أنه يبدوا كما لو كان يكتب الرسالة لست وليس للفرعون.. كيف يمكن إن تقتل شخص عزيز عليك مثل أبنك.. هذا ما يخيفني"


نظر كلا من سادن ولاشين لبعضهما وهما يشعرنا بصدق ما قالته رفا فهما أحسا بالشر عندما قراء الرسالة... 
"حضرة المحقق... حضرة المحقق"يصرخ رائد مساعد المحقق وهو يأتي راكضا نحو السيد لاشين..



السيد لاشين:"ما الأمر؟"
حاول أن يتكلم مساعد المحقق رائد بصعوبة وهو يلهث من التعب:"لقد.. وقع... وقع ميتا سيدي"
نهض سادن فزعا وهو يقول:"السيد دايل!!"
المساعد رائد:"بل كامي أبنه"
صعق الجميع مما سمعوه......
المحقق:"أغلق جميع المنافذ لا أحد يدخل أو يخرج"










كيف ستتعامل رفا مع هذه التطورات؟؟ أنتظروا مزيد من التشويق بالبارت القادم  
أنيونغ~

هناك تعليق واحد:

  1. ياااو حممماااس يلللا متى البارت الي بعدده $____$
    دونت ستوب اميرا حححماااس

    ردحذف