الفصل الرابع
قبل إن تمطر خذني بعيدا..
نبراس:"كيف
كان امتحانك؟"
عهود:"رائع
فعلا رغم أني لم أذاكر جيدا"
ـ"آآآآه أشعر
بارتياح... أخيرا انتهينا"
ـ"معك حق لقد
كان شهر ثقيل.. باستثنائك يا رفا"
حيث أن عهود
ونبراس لم يكن مع رفا بنفس التخصص..
رفا:"هل
رأيتن هاتفي؟... أني لا أجده"
نبراس:"نعم لأول
مره لا أراك تحملين هاتفك"
عهود:"متى
كانت أخر مره استعملته؟"
ـ"كلمت وليد من دبي من ثم... يا ألهي أنه في سيارة سادن.."
عهود:"سادن؟!"
حملت رفا حقيبتها
مسرعه وقالت:"إلى اللقاء".. وسارت مسرعه إلى البوابة.
عهود:"أنها التاسعة
والنصف.. لا يفتح الباب إلا... رفا"
نبراس:"ما
بها"
ـ"وما
أدراني.. أتصدقين أنها لم تجب على اتصالاتي البارحة.. إلى جانب من سادن هذا؟"
رفعت نبراس يديها باستغراب
لا تعرف بماذا تجيب على تصرفات صديقتها الغريبة...
قالت موظفة الأمن
بعد أن ضاقت من تصرفات رفا:"لقد سببتي لي الصداع.. لن يفتح الباب قبل
العاشرة"
ـ"اعرف
هذا"
ـ"إذا أبتعدي
من أمام الباب"
ـ"ماذا هل
أصدرت الكلية قرارا بمنع الوقوف أيضا"
ـ"يا لك من
فتاة وقحة.. والآن غادري"
لكن رفا وقفت
بعناد في مكانها ورفضت المغادرة..
موظفة الأمن:"قلت
غادري وإلا سوف أخذك إلى العميدة"
ـ"العميدة..!
أنها ليست متفرغة لك.. أنها لا تقابل أحد.. لا أعرف لماذا وضعت كل ذلك العدد من
السكرتيرات.. أنها حتى لا تقابلهن"
ـ"هل فقدتي
عقلك لتتفوهي بهذا الكلام?"
ـ"أيعتبر
الصدق جنون..!"
ـ".. إذا لن
تغادري؟"
ـ"بلى
سأغادر"
سارت رفا مبتعدة
عن البوابة حتى حان موعد الانصراف.. وهي تغادر قالت لموظفة الأمن:"متى سيصبح
نظام الكلية جامعيا بدل معاملتنا كطالبات المدارس؟"
ألقت كلمتها وهيا
تعبر إلى بر الأمان..
وقفت تبحث عن
سيارة سادن دون جدوه.. إلى أن سمعت حديث فتيات بجانبها تقول احدهن:"أنه نفس
الشاب الذي كان بالإشارة هذا اليوم كم هو وسيم"
الفتاة
الثانية:"معك حق وسيارته أيضا من أحدث الأنواع.. لقزز أليس كذلك؟"
تدخلت رفا عندما
سمعت حديث الفتيات وقالت بتردد:"عفوا هل الشاب الذي تتحدثن عنه يرتدي ثوب
وكاب على رأسه"
أجابت
احدهن:"نعم.. لماذا تسالي?"
رفا:"أين
رأيته؟"
أشارت الفتيات
وهن متعجبات من سؤالها الغريب حتى إنهن لا يعرفنها.. شكرتهن رفا وذهبت لتجد
السيارة في المكان الذي وصفنه...
قالت
رحاب:"كم هذا محرج أنها زوجته"
وداد:"لحسن
الحظ أننا محجبات.. ولن تتعرف إلينا"
وجدان:"هيا
لنغادر قبل أن نتعرض لموقف محرج أخر"
وفي هذه الأثناء
حاولت رفا أن تفتح الباب الخلفي ولكنه كان مقفل انزل سادن زجاج النافذة لكي
يخاطبها حيث قال:"منذُ ربع ساعة وأنا أنتظرك.. أين كنتي؟"
ـ"أفتح
الباب"
فتح سادن بكل برود
الباب الأمامي... شعرت رفا أنه ليس الوقت المناسب للعناد حيث كان رجال الهيئة
والشرطة ينظرون إليها وكذلك الفتيات الأتي تحدثت معهن.. فركبت في الأمام..
سادن:"تذكري
دائما أنا لست سائقك.. لقد نسيتِ هذا"
وأخرج من جيبه
هاتفها النقال.. نظرت رفا وإذ كانت هناك 30 مكالمة فائته و17رساله.. فهمت أنه تعلم
درسه ولم يعبث بهاتفها..
سادن:"ليست
فقط 17رساله كانت 45 .. اضطررت لمسح الرسائل حيث إن جوالك قد امتلئ وكان لابد من
مسحها حتى لا تفقد... وهذه 28 دونتها في ورقه"
أخذت منه الورقة
رفا وهيا تريد تمزيقه وقالت في نفسها:(كيف يجرى سأريه هذا الغبي..)
رفا:"ليس لك
الحق بأن تعبث بما هو ليس لك"
ـ"لم أعبث
لست فتى في السادسة"
ـ"وماذا تسمي
ما قمت به"
ـ"بعد ثلاث
ساعات من إرسال الرسالة إذا لم تستلميها قد تفقد كون البعض يضع وقت معين لاستلام الرسالة
ولا يعاد أرسلها مجددا"
لم ترد رفا..فأردف سادن بنبرة غاضبة: "عفوا"
تجاهلته بغضب ولم تشكره وقامت بفتح الورقة وقرأت ما فيها كانت معظمها من صديقتها ومن مؤيد حيث كان غاضب
إذ لم ترد عليه وثلاثة كانت من أخر شخص توقعته في العالم...
الرسالة الأولى:"مرحبا..
حاولت الاتصال بك لكنك لا تردين.. أحتاج أن أحدثك.. أنا دسيم والدك"
الرسالة الثانية:"والدك
مجددا.. أعرف انك غاضبة ولكن هناك أمر يجب أن أحدثك فيه .. لقد أخبرني مؤيد انك
رفضتي طلبي برؤيتك.. أنا حقا أريدك بأمر مهم"
الرسالة
الثالثة:"أسف لاني لم أقف بجانبك.. ولكن أعدك انك ستنالين العادلة.. فقط
أجيبي يا ابنتي.. أرجوك.. أنا الآن أمام منزلك ولكن لا أحد يفتح الباب لي.. يبدوا
انه لا أحد بالمنزل... سأنتظرك إلى أن تأتي"
لم تحتمل رفا وهيا
تقرأ الرسائل إلا أن تبكي.. فمزقت الورقة قطع صغيره وألقتها من النافذة وقامت بمسح
جميع الرسائل الموجودة في هاتفها حتى دون إن تقرئها..
سادن:"ما الآمر
لماذا تبكين؟"
رفا وهيا تتحدث
بصوت مهزوز مبتل بدموعها:"أرجوك لا تأخذني إلى المنزل.. إلا تدين لي بمعروف
لمدة ثلاث أيام.. أرجوك إلى أي مكان لكن لا تأخذني إلى المنزل أرجوك أتوسل إليك"
وغمرت وجهها
بكفيها وشرعت بالبكاء...
وبدل أن يصعد سادن
الكبري, عكس اتجاهه واخذ الدوار, وأكمل طريقة..
طوال الطريق لم
يحدثها وكل ما قام به أنه نوالها محرمة ورقية..
توقف أخيرا بجانب
الحمراء.. (شاطئ الحمراء)...
نزل سادن وتركها في السيارة وسار مبتعدا تاركها خلفه..
مرت خمس دقائق قبل أن يعود مجددا..
ركب السيارة وكان
يحمل كيسا في يده, نظرة إليه رفا والدموع قد جعلت عينيها تبدوا باهته...
ضغط زرا كي يفتح
صندوق السيارة..
سادن:"هيا
أنزلي"
وغادر هو بدوره
دون أن يضيف شيء, أخرج من الحقيبة أو الصندوق السيارة (سجادة كبير عجمية فاخرة)
وفرشها... ووضع أغراضه فوقها.. من ثم أتجه إلى باب رفا وفتح الباب دون إن يتكلم
حيث أنها لم تترجل من السيارة حسب طلبة... لم تخاطبه رفا بل نزلت بهدوء وكم بدت
وديعة كطفل وهيا تسير أمامه, جلست على السجاد وهو كذلك بعيد عنها.
وبينما هو يفتح
الكيس ويخرج منه المشروبات والطعام الذي أحضره قال:"توقفي عن البكاء.. لن
أخذك إلى المنزل لا تقلقي.. سأفعل ما تريده.. كلي شيء"
ـ"لا
أريد"
ـ"لقد تعمدت
أن أحضر طعام معلب حتى لا تظني أني وضعت لك فيه مخدر أو ما شابه"
نظرت إليه رفا
لكنه لم يبادلها النظر بل فتح أحد (أكياس الشبس) ومشروبا غازيا وبدا يأكل.. أنزلت
رفا أللثمه وأخذت احد الحلويات لكنها لم تتناول منها سوى قطعه واحده...
فجأه
قالت:"والدي يريد رؤيتي"
نظر إليها سادن
دون أن يتحدث...
أكملت:"عندما
كنت في العاشرة من عمري... تطلق والدي.. كنت دائما أقول أني
السبب.................. ظننت...... لاني أغضبت والدي ذلك اليوم قام بالانفصال عن
أمي.. ومن وقتها أقسمت أن أصلح ما أفسدته.... فقررت أن أعتذر منه فربما عندما يرى
أسفي يسامحني, ويعود كل شيء كما كان... تمكنت أخيرا عندما بلغت السادسة عشر من
معرفة عنوانه الجديد.. فهربت من المنزل لرؤيته.. حاول مؤيد أن يقنعني بالعدول عن رأي
حتى أنه هددني أنه سيخبر أمي.. فخدعته بأن أوهمته بأني لن أذهب.. وكما قلت هربت
فبدل ذهابي إلى المدرسة أخذت سيارة أجرة... وعندما وصلت لم أجد أحدا في المنزل
فجلست بجانب منزله يوما كاملا.."
ـ"بمفردك..
الم تشعري بالخوف؟"
وكانت رفا طوال
الوقت وهيا تتكلم تنظر إلى البحر وعندما قال سادن جملته نظرت إليه وابتسمت ابتسامه
عذبه جعلت سادن يشعر بالارتباك وأخذ يتناول العصير بتوتر فأكملت:"بلا.. حتى
أني كنت أرتعد كلما سمعت صوت البرق.. كانت ليلة ممطرة..... ههههههه... كأني أحكي
قصة لدراما"
أبتسم لها ثم
سألها:"هل أتى والدك في اليوم التالي؟"
هزت رأسها مؤيده
لاستنتاجه وأردفت:"وليته لم يأتي.. فما أن رايته حتى أسرعت إليه وكنت أرتجف
من البرد وملابسي مبتلة, كانت معه زوجته وأطفاله وكانوا أكبر مني ففهمت أنه تزوجها
على والدتي.. ارتحت لذلك.. كنت أقول جيد يبدوا أن هذا سبب الطلاق وليس أنا.. ومع
ذلك أصررت على مخاطبته... ما أن أخبرته بمن أكون إذ مر زمن على أخر مره راني...
حتى قام بصراخ واتهمني بأني أرسلت من قبل أمي وأني أريد ماله.. أخبرته بالحقيقة
ولكنه لم يصدقني.. وأخرج نقود وطلب مني أن أعطيها لامي.. كانت.."
أوقفتها الدموع
التي مسحتها براحة يدها وأكملت:"كانت 500ريال.."
تذكر سادن ما حدث
فقال معتذرا عما فعله:"أنا لم..."
قاطعته:"لا
بأس.. فعلا... المهم أني مزقتها أمامه وأنا أخبره أننا لا نريد المال بل نريده
هو.. وبدل أن يمسح دموعي قام بصفعي بقوة حتى أني سقطت على الأرض.. وكان أخر ما
قاله لي :لا أريد رؤيتك حتى بعد أن أموت"
ـ"يا
له من طاغية شرير"
نظرت إليه مطولا
ثم قالت:"أنك تذكرني بما قاله باولو كويلو"
ـ"ماذا
قال؟"
ـ"للخير
والشر وجها واحدا, وكل شيء يتعلق بلحظه التي يلتقيان فيها بالكائن البشري.."
ـ"أنها جملة في مكانها"
تنهدت رفا وأكملت:"شعرت
بالدوار وبأن قلبي يتمزق.. طلبت منه مساعدتي.. ولكنه بقي ينظر إلي كما لو
كنت حيوانا.. حاولت زوجته أن تساعدني لكنه منعها بأن قال:وأن رأيت الدماء تعتليها
فلن أصدقها.. فقدت وعي على كلماته.. استيقظت بعدها وأنا بالمستشفى.. وكانت الليلة التي تعرفت فيها
على دكتور إياس, وقد كان متدربا وقتها.. عندما استعدت عافيتي أخبرني وليد بحقيقة
والدي..
وإن أمي
ضحية كغيرها من النساء الثريات الأرامل, لقد استغل والدتي كونها أم عزبا لإخوتي
الكبار وليد وليال ونردين كما فعل بزوجاته الأخريات بعد إن يحصل على نقودهن..
يتخلص منهم... لحسن الحظ أن والدتي احتفظت برصيد سري لا يعلم عنه شيء واستطاعت إن
تعوض ما سرقه منها في ظرف سنين قليلة.. أتصدق أنها من كبار نساء الإعمال في الأسهم
أنها(همورت الأسهم)هههههه"
أبتسم بحنان لها
ولم يتمكن من كتم فضوله بأن سألها:"ما هو مرضك؟"
لم تجبه... كل ما
فعلته أنها نهضت وسارت حتى الجرف الصخري وبقيت هناك تراقب الرياح تلعب بالأمواج الثائرة..
وفي كل مره يرتفع المد كانت تجري على وجنتيها دموع ساخنة.
أصبح الساعة
الرابعة عصرا, كانت رفا قد هدأت, وجلست على الإرجوحه الثانية بجانب سادن... لأول
مره كان سادن يتكلم دون توقف أخبرها بالكثير عن نفسه شعر بأنه مدين لها بذلك.. كان
متردد في الحديث عن أمه ولكنه لسبب ما أحس بأنها من سيفهمه كونها قاست مثله.. حيث
أن والدته أيضا قد تركت والده...
قال:" تذكرين
سؤالك عن معنى سادن؟.. أمي من أسمتني لذلك لا أريد أن أعرف ما يعنيه.. لا أريد أن أعرف
أي شيء عن شخص لا يهمه أمري"
حاول سادن وهو
يتحدث أن يخفي عينه التي كانت على وشك أن تدمع.. ولكن أنعاكس الشمس التي تستعد
للغروب فضحته... أرخت رفا عينيها عنه حتى يتسنى له أن يتمالك نفسه..
غادرا أخيرا
الشاطئ عندما قرصهما الجوع.. نزلا من السيارة إلى اقرب مطعم وكان يقدم البيتزا..
تناولا الطعام وطوال جلوسهما لم يتوقفا عن الضحك.. كانت رفا تحاول إن تتمالك نفسها
وتكتفي بالابتسام بين الفينة والأخر.. عندما أتى ما طلبته.. وهو بيتزا حجم متوسط
بيروني لها بمفردها, أخذ سادن يتأملاها باستغراب..
سادن:"هل حقا
ستأكلينه بمفردك"
ـ"نعم.. فأنا
لا أقاوم البيتزا أكلها مرتان في الأسبوع..ـ وأكملت هامسة ـ لا تخبر الدكتور
إياس"
ـ"هذا ليس
عدلا"
ـ"ماذا؟"
ـ"أنك نحيفه
جدا!! رغم أنك تأكلين بيتزا بحجم متوسط مرتان وبمفردك"
ـ"قل ما شاء
الله.. هل تحسدني؟"
ـ"من حقي أن
أحسدك.. أنتي لا تقومين بأي عمل ونحيفة وأنا علي أن أتمرن يومين لأحافظ على
وزني"
ـ"أعوذ بالله
من عينك"
ـ"سأخبر إياس
بما تأكلينه.. لأنه فعلا ليس من العدل في حق البشرية ما تفعليه"
ـ"يا لك من
حاسد حقود الم تسمع بالبيت القائل: لما عفوت ولم أحقد على أحد....... أرحت نفسي هم العدواتِ"
ـ"سأعتبر ما
قلتيه تهديدا... ولن أخبره"
ـ"أعتبره كما
تشاء"
فرشف سادن من كوب
العصير أمامه وجلس معتدلا وهو يبتسم..
أخذا يتسامران
لبعض الوقت.. تكلما في كل شيء.. حتى أن رفا لم تتمالك نفسها وأخبرته بأمنيتها
الخمسة لم ترد أن ينقضي اليوم وكل ما كانت تشعر بأنها على وشك مفارقته كانت تتكلم
عن موضع ما حتى لا تتركه... وسادن يرجوا الله أن لا تتوقف عن الكلام فقد كان صوتها
مثل غناء حوريات البحر يسحر المستمع لها..
لكن تجري الرياح
بما لا تشتهي السفن..
وأتى ما كانا
يخافان منه... المغادرة.. ركبت السيارة حتى
يأخذها سادن إلى
منزلها إذ تجاوزت الساعة العاشرة..
وبينما هم بالطريق
سالت رفا فجأه:"لم تخبرني ماذا تعمل؟"
ـ"لا
أستطيع"
ـ"لماذا!"
ـ"لاني سأضطر
لقتلك"
ـ"هيا
أخبرني.. ولا بأس يمكنك قتلي"
ـ"وأرتاح من معروف الثلاثة أيام.. ههههههه.. حسنا سأخبرك.. أدرس أخر سنه في كلية الشرطة قسم
التحري.. سأتخرج بأذن الله محقق"
ـ"رائع مثل
بوارو وهولمز"
ـ"تقريبا"
ـ"من الأفضل
أن أرتكب جريمتي الآن قبل أن تتخرج وتكشفني"
ـ"حقا ترتكبين
جريمة أنتي؟"
ـ"ولماذا
تتكلم بكل هذه السخرية؟"
ـ"لا اسخر
منك.. ولكن لنكن واقعيين أنت لست من النوع الذي يمكن إن يفكر بارتكاب جريمة فما بالك
بالإقدام بفعلها"
قالت بغضب من
أسلوبه الساخر:"حقا!!"
ـ"أنتي من
النوع الذي يصرخ إذا ما حدثت جريمة ما"
ـ"إذا ما رأيك
أن نرى مدى صحت استنتاجك؟"
ـ"ماذا
تقصدين؟"
ـ"أن أقتلك
مثلا.. فأنا أعرف مكان لا يذهب إليه أحد مهجور عن العالم يمكننا إن نتخذه مسرح للجريمة,
وكذلك عنصر المجهول.. كون لا أحد سيشك بي فلا أحد يعرف بأننا التقينا أصلا... كذلك
غياب الدافع إذ لا يوجد دافع لدي لقتلك لذلك لن يشك بي إذا ما وجدوا بصماتي في
سيارتك.. وأخيرا سلاح الجريمة فيكفي أن أضع في شرابك سم الزرنيخ.. لأنه عند
التحليل من الصعب الكشف عنه, إذ يظهر كتسمم غذائي"
ـ"أنك
تخيفينني فعلا.. سأحرص أن لا أغضبك بعد اليوم.. وإذا ما صادفتني في حياتي المهنية جريمة
بلا دافع فسأطالب باعتقالك"
ومع نهاية جملة
وصلت أخيرا رفا إلى المنزل.. وما أن أقفلت الباب حتى أخذت تنظر من العين السحرية إلى
أن اختفت أضواء سيارته بين منعطفات الطريق... وهيا تبتسم...
عندما أراد سادن
أن يستقل المصعد وجد داخله صديقه إياس ينتظره, فرافقه إلى شقته...
في غرفة المعيشة..
إياس:"أين
كنت يا رجل..؟ لماذا لا ترد على اتصالاتي؟"
ـ"كنت
مشغول"
وكعادته إياس
يحاول أن يغضب صديقه بمكر:"مشغول بموعد غرامي؟"
لكن سادن أجابه بإيمات
بوجه وكأنه يقول نعم أو تقريبا..
دفع إياس بجسمه إلى
الأمام.. مندهش لا يصدق ما يراه:"مع فتاة!"
سادن:"نعم"
ـ"فتاة من
البشر؟"
أبتسم سادن وهو
يرد:"نعم من كوكب الأرض تتكلم العربية أيضا... أتصدق!"
أعتدل بجلسته وهو يقول هازئا: "انك تمزح؟"
ـ"وهل قد
مزحت في أمر كهذا؟"
ـ"لا.. لكن
غير معقول.. من هي.. أوصفها لي"
ـ"أنت
تعرفها"
ـ"اعرفها!"
ـ"أكثر
مني"
فقال بسخرية:"حقا..
أكثر منك.. أها, تقصد رنا أختي.. وأخيرا سأصبح عمك"
تكلم سادن بنبرة
غضب:"رنا.. أنها بالعاشرة"
ـ"لم يبقى
سوء أمي وخطيبتي"
ـ"يا الهي ألهمني
الصبر.. وتسمي نفسك دكتور.. سأقربها لك أبدل حرف النون في رنا بفاء"
أخذ إياس يحك رأسه
وهو يفكر بصوت عالي:"فاء.. رنا.. رفا.. رفاااااا.. هل جننت كنت مع أحد
مرضاي؟"
ـ"نعم.. هل
من الممنوع فعل ذلك؟"
ـ"بل ممنوع
منعا باتا"
ـ"ومن
منعه؟"
ـ"أنا...
افهمني ارجوك فأنت لا تناسبها"
قال سادن بنبرة بارده:"ماذا تقصد؟"
ـ"لا اقصد إهانتك..
لكن دعني أكون صريحاً معك.. فـ رفا فتاة حساسة ولا تحتمل أي صدمات وأنت أخر شخص
تحتاج إن تتعرف عليه.. الم أوضح لك هذا في المستشفى؟"
ـ"ولماذا تظن
باني سأذيها.. هل أبدوا لك كوحش؟!"
ـ"إذا أخبرتك
لماذا أنا موصر على إن تتركها هل تعدني بعدم رؤيتها مجددا"
ـ"لا أعدك..
فأنا حقا مهتم لها ولست العب.. أعرف بأن الأمر حدث فجأه ولكني حقا معجب بها"
ـ"أنت
جاد؟"
ـ"نعم.. ولا
داعي لان تخبرني عنها بشيء لأنه لا يوجد ما.."
قاطعه
إياس:"سيغير رأيك"
ـ"بالتأكيد..
أنها أروع ما وقعت عليه عيني"
وضع إياس يده على
فمه حتى لا يبوح بالحقيقة من أجل سرية المرضى وهو يراقب صديقه يتحدث عنها كما لو
كانت حورية من الجنة...
لم يعرف ماذا يفعل
فهو محتار بين قلب صديقه الذي سيتحطم.. ومريضته التي عليه من باب خصوصيات المرضى
أن لا يبوح لسادن بحقيقتها..
بعد أن غادر إياس استلقى
سادن على الأريكة يفكر بهذه الليلة الخيالية...
رن الهاتف وكان
مفتش الشرطة يطلبه ليحضر إلى المخفر على جناح السرعة...
عندما وصل سادن إلى
مخفر الشرطة قابلة رئيس المحققين المفتش لاشين بأن صافحه بحرارة وشكره على مجيئه
رغم الساعة المتأخرة..
سادن:"ما الأمر؟"
لاشين:"سأدخل
في الموضوع مباشرة.. يظن رجل الإعمال السيد دايل ذمار أنه سوف يقتل"
وأشار إلى
رجل في منتصف عقده السادس, يضع في يده اليسرى بشت ويمسك في اليمنى بعصا في قمتها
نسر رافع جناحيه, ويبدوا عليه أنه شخصية مرموقة.
سادن يخاطب السيد
دايل:"وما الذي يجعلك تظن ذالك؟"
تولى المحقق الإجابة:"بسبب
رسالة غريبة أتته في البريد.. إلى جانب محاولة اغتيال منذُ يومان حيث قام احدهم بإطلاق
النار عليه لكن لحسن الحظ أستطاع النجاة"
السيد
دايل:"لقد اخبروني أنك من أفضل المتحرين رغم انك ما تزال طالبا في الكلية..
أرجو أن تتمكن من مساعدتي"
سادن:"
سأحاول ما بوسعي.. أين هيا الرسالة"
ناوله مساعد
المحقق الرسالة... وكان محتواها..
أخذ سادن يتفحص
الرسالة وهو يعيد الكلمات المحبرة لعله يجد حل اللغز..
المحقق:"لقد استطعنا
أن نحل بعض الرموز.. وأظنك ستوافقني.. وأنت كذلك يا سيد دايل... رائد هلا
تفضلت"
أخرج مساعد المحقق دفتر ملاحظته..
وبدا بسرد ما تحتويه:"أرض الأموات اسم حي في وسط جدة وهو حي صيني..
وذكر أطعمك يشير إلى المطاعم هناك..
أما معنى:
feather
=ريشه
و Low=بمعنى
يقتل أو أدنى..
وأخيرا heart
=القلب...
أن الريشة يقصد بها تلك الموجودة في أخر السهم وأنها
السلاح المستخدم.. ومعنى lowإنه سيصيب (أدنى) القلب و(يقتله)..
أما كلمة إيار فقد وجدنا
بأنه أسم صالة بولينغ موجودة بنفس الحي, وسبعة سأشرحها فيما بعد
مع الجملة الأخيرة..
إما الكوبرا فيقصد بها دليل أخر على أنها في الحي
الصيني.. فهي تدل على السنة السادسة الأفعى في الأبراج الصينية..
إما نهر نبراس فهو خلف الصالة تمام.. وأسراب الطيور هو أسم
في الحقيقة محل لبيع الطيور بأنواعها يملكه أبن السيد دايل.. كامي وهو يقع أمام
الصالة حيث يبعد عنها حسب عدد الخطوات المذكورة سبعة أمتار... أما الرمز دي وسي
فيعني في شهر ديسمبر.. وأما بوينغ فهو أسم عقد أثري ثمين يملكه السيد دايل وثمنه عشرة ملايين دولار"
المحقق:"وحسب تحرياتي سيد دايل.. فأن أبنك كامي
يجيد استعمال القوس... إلى جانب أننا علمنا بأنه قد أخذ بعض القروض ولم يسددها بعد من اجل متجر الطيور"
أحمر وجه الرجل من تعليق المحقق وأنتفض من الغضب وهو
يصرخ:"كيف تجرى وتتهم أبني بأمر كهذا.. فأبن
دايل ذمار ليس بحاجة المال"
المحقق:"أرجوك سيدي لا تنفعل أننا حاليا فقط نطرح ما توصلنا إليه من دلائل..
ما رأيك سادن؟"
كان سادن ما يزال يحدق في الورقة عندما قال:"لا
أظن ذلك.."
المساعد رائد:"ماذا تقصد.. أنه التفسير الوحيد
لهذه الرسالة"
سادن:"لا أخفيكم سرا إذا قلت لكم أني لم أستطع فك
رموز هذه الرسالة.. لكني متأكد من موعد حدوثها.."
جميع الموجودين قالوا بصوت واحد:"متى؟"
سادن:"أولا بوينغ لم يقصد به اسم عقدك.. بل هو
أسم الشركة أمريكية..
و دي سي تعني = واشنطن...
45ـX = هي أسم مركبة قتالية بحرية غير مأهولة, أي تسير
عن طريق الحاسوب.
حيث قامت الشركة بالإعلان عن المركبة
بمعرض في واشنطن (مارس) آذار 2005م, حيث كشفت عن 45ـX وتم تجريبها وتعتبر الأكثر رعبا بعد
القنابل الذرية.. وهو يلمح أنه سيقوم بضربته بنفس تاريخ المعرض"
رائد:"إذا كان كلامك صحيح فنحن في مارس
ولم يبقى منه سوء يوم"
السيد دايل:"ماذا تقصد..؟ أنه قد يقوم
بقتلي اليوم!"
سادن:"لا تقلق لقد كان تاريخ المعرض في
31 مارس أي غدا"
ـ"لا يمكن أن يحدث هذا.. فلدي في الغد حفل
لافتتاح فندقي الجديد"
ـ"ماذا حفل..؟"
المحقق:"عليك إلغاؤه يا سيدي من أجل سلامتك"
ـ"لا يمكنني ذلك سيد لاشين"
حاول المحقق إن يغير رأي السيد دايل دون جدوه.. أما
سادن فقد اتكئ على طرف المكتب وأخذ يفكر:(تانغو.. ولكن خطواتها الأساسية ثمانية تدعى
بيسك ستبس فلماذا ذكر سبعه.. وما فائدة هذا الفاصل(ـ)...؟
أنه حقا أغرب لغز يقع في يدي)
أنتبه سادن لما يحصل حوله عندما نهض السيد دايل وهو
يقول:"لقد تأخر الوقت.. علي الذهاب"
سادن:"الديك مانع بقدومي قبل الحفل إلى
الفندق؟"
ـ"لا أبدا.."
المحقق:"سأرسل الآن بعض العناصر معك وغدا سأكون
موجود قبل بدا الحفل أيضا.."
السيد دايل:"إلى الغد إذا"
وما إن غادر بعد هذه الكلمات... حتى أستأذن سادن
بالمغادرة بعد أن طلب أن يأخذ معه الرسالة ليدرسها, وأفق المحقق على ذالك فحملها
سادن معه إلى بيته...
ماذا سيحدث بالغد؟.. انتظرو البارت القادم..
انيو ^.^












وووووووووووه ميرا هو الزرنخ لاحقنا لاحقنا وين مارحنا .. توقعت الا مايكون في خطط شريره نهاااااي ... اتوقع انو رفا راح تحل الغز لانها طبعا شاطرة بهالاشياء حتى عندها خطط عظيمة ^^ هههههههههي .... اما يوم اجاء مقطع دونغهي قمت انط ووه دونغهي واخيرا طلع دونغهي ههههههههه اما علي انا بضحك :)))) .. انتظر البارت الخامس بس تصدقي احس خمنت شو بصير من ناحية التحقيق ههههههههههههه Xp
ردحذففاااااااااااااااااااايتينغ اوني <33333333333
تعليق : SpecialSuri@
يااااه
ردحذفقصة حب..
جريمة ولغز غامض
وجهات نظر مختلفة ومثيرة للاهتمام
حبكة متقنة
جميل.. جميل جداً :")
نوع الروايات الذي أعشقه
يشبع ذائقتي تماماً
روائية مبدعة أميرة
بالانتظار دائماً